كتب - سلطان الحارثي:
كثر الحديث عن فريق الأهلي وعن مستوياته التي لم تقنع غالبية المنتمين له, وعلى الرغم من أنه يعد من الفرق التي لا تنقصها المال بوجود شخصية داعمة بذلت الغالي والنفيس في سبيل عودة الفريق للبطولات وخاصة بطولة الدوري، إلا أن الفريق لم يوفق كثيراً لا على مستوى الأداء ولا على مستوى النتائج, والأكيد أن لتلك المستويات غير الجيدة أسباب مجهولة لدى غالبية المنتمين للوسط الرياضي.
الجزيرة.. حاولت معرفة أسباب عدم تقديم الأهلي للمستويات التي يطمح لها أنصاره ومحبيه، فكانت البداية مع غرم العمري مدير الكرة بفريق الأهلي السابق الذي اعتبر مستوى فريقه الأهلي غير مرض لأي مشجع أهلاوي وحتى غير الأهلاوي أصبح يتحدث عن فريق الأهلي وعن مستوياته غير الجيدة».
وبرأ العمري إدارة النادي من تبعات ما يحصل للفريق, حيث قال: الإدارة وفرت كل شيء للفريق, وعملوا ما يجب أن يتم عمله بداية من تعاقدهم مع المدرب البرتغالي بيريرا الذي جاء من بورتو البرتغالي وتم توفير متطلباته حتى أنه أصبح مسؤول عن كل صغيرة وكبيرة, وهذا عمل احترافي عال يُعمل به في كل العالم, لكن المدرب لم يوفق منذ بداية الموسم إلى الآن, وكل قراراته لم تكن صحيحة سواء داخل المباريات أو خارج المباريات, وأنا أحمله ما يحصل للفريق لأن المشكلة التي يعاني منها فنية بحتة, وحتى وإن كان اسم المدرب كبيرا إلا أنه ليس شرطاً نجاحه في السعودية بعد أن نجح في البرتغال».
وأشار العمري إلى أن بيريرا تسلَّم فريقاً قوياً ومنافساً على البطولات لكنه ما لبث أن جعله فريقا متوسطا, وقال: «فريق الأهلي كان جاهزاً لتحقيق البطولات, فالموسم الماضي الذي قبله كان فريقاً قوياً ومنافساً حتى أنه لعب على نهائي آسيا, وكان قريباً من تحقيق الدوري قبل موسم, لكن نتائج الفريق ومستواه الحالي لا يتوازى مع ما يقوم به رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن عبد الله والإدارة بقيادة الأمير فهد بن خالد».
وأوضح العمري أن فريق الأهلي يحتاج إلى بعض اللاعبين السعوديين, ويحتاج للاعبين أجانب على مستوى عال, ويحتاج إلى أن يصحح بيريرا أخطاءه داخل الملعب, ويعدل بعض القناعات التي تلازمه, فإصراره وتمسكه ببعض اللاعبين العاديين مثل موسورو وسوك يعتبر خطأ, وإحضاره للاعب ليال الذي يعتبر لاعبا عاديا جداً خطأ آخر, وأعتقد أن محمد مجرشي وصالح الشهري أفضل بكثير من ليال».
وعما إذا كان من المؤيدين لاستمرار البرتغالي بيريرا, قال: «كمشجع لا أرغب في استمراره, ولكن الإدارة هي الأقرب وهي من تحكم عليه, فإذا كانت غير مقتنعة به فعدم استمراره أفضل, وإن كانت مقتنعة بعمله فمن الأفضل استمراره».
الزهراني: ما يقدمه الأهلي غير مرض
من جانبه أكد الزميل علي الزهراني أن فريق الأهلي بناء على النتائج والمستويات لا يرضي جميع الأهلاويين, وقال: «الطموحات الأهلاوية كانت تتجه نحو تحقيق الفريق للكثير من البطولات ومن أبرزها بطولة الدوري, ولكن المتغيرات التي طرأت على الفريق خلال المراحل الماضية كانت وراء إبعاد الفريق عن مستوياته».
وعن الأسباب التي أدت لتراجع الفريق, قال: «الأسباب التي أسهمت في خسارة الأهلي للدوري كثيرة ومن أبرزها تغيير المدرب, وتغيير اللاعبين الأجانب بأسوأ منهم, وهذا السبب في تصوري الشخصي يعتبر أحد أهم أبرز الأسباب الرئيسية التي أسهمت في تغيير مستوى الفريق الأهلاوي من وهج فني كان عليه في المواسم الماضية إلى مستوى متواضع برز في بداية الدوري, وعلى الرغم من الضعف الذي يعتري الفريق بسبب بعض القرارات الفنية لمدرب الفريق بيريرا، إلا أنه ما زال متمسك بالمركز الثالث في الدوري وهو مركز جيد وفق مقاييس الظروف التي أحاطت بالفريق في بداية الموسم ولكنه ليس طموح الأهلاويين».
وأضاف: «من جهة نظري الشخصية كان بإمكان فريق الأهلي أن يكون أفضل مما كان خاصة أن الفريق يعيش استقرار ودعم مادي كبير ويمتلك قائمة جيدة من اللاعبين الذين يملكون الإمكانات والخبرة في تحقيق مايصبو إليه الأهلاويين جميعاً, ولكن بعض القرارات الإدارية والفنية كانت وراء إقصاء الفريق عن تحقيق الدوري».
وعرج الزهراني على احتياجات فريق الأهلي, حيث قال: «في كل عام يتكرر ذات السؤال, ماذا ينقص الأهلي وهو الفريق الذي يحظى بدعم كبير مالياً ومعنوياً من قبل الأمير خالد بن عبد الله على وجه التحديد, ولو وضعت فريق الأهلي في هذا الإطار باحثاً عن الجواب الواضح فأعتقد أن فريق الأهلي يختلف عن بقية الفرق من حيث عوامل عديدة لم تسعفه في تحقيق النجاح المنشود, ولعل أبرز تلك العوامل هو عامل الحظ, فالأهلي يعتبر من أبرز الفرق في المسابقات السعودية التي يعاندها الحظ, أيضاً لا يمكن أن نغفل الجوانب التحكيمية والقرارات القوية التي دائماً ما تحاول إحباط هذا الفريق من قبل بعض الجهات المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم مثل لجنتي التحكيم والانضباط».
وأشار الزهراني إلى أنه متى أراد الأهلي العودة فيجب أن يكون هناك وقفة صادقة من منسوبيه لملامسة السلبيات التي حدثت في المراحل السابقة والبناء عليها بإيجابيات مغايرة تماماً, وقال: «في السنوات الأخيرة يلاحظ الجميع أن اللاعب الأجنبي المؤثر هو من يصنع الفارق في تحقيق البطولات وأكبر الأدلة على ذلك ما أحدثه البرازيلي التون مع فريق الفتح الموسم الماضي, حيث كان علامة فارقة من خلال إمكاناته وتأثيره الفني واللياقي والبدني والتهديفي, وبالتالي لاعب أجنبي واحد مؤثر قد يختصر كل المسافات التي تبحث عنها طوال سنوات عديدة, أيضاً حينما كان في فريق الأهلي لاعبون أجانب مؤثرين مثل كماتشو وفيكتور والحوسني كانت مستوياته مرضية ومقنعة، حيث استطاع أن ينافس على الدوري, واستطاع أن يصل لنهائي كأس آسيا, ومن هذا المنطلق أعتقد أنه يتوجب على الإدارة الأهلاوية إقناع المدرب بأنه لا بد أن يكون هناك لاعب مؤثر خاصة على المستوى الهجومي الذي يعاني منه الفريق خلال هذا الموسم».
الحسيني: هذا سبب ما يحدث للأهلي
واتجهنا للجانب الفني، حيث أشار المدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني إلى أن مستويات فريق الأهلي المتراجعة تعود لتغيير اللاعبين الأجانب وعدم استقرار المدرب على تشكيلة, وقال: «مدرب فريق الأهلي تسلَّم تدريب الفريق قبل فترة وجيزة من خوض نهائيات بطولة آسيا, وحينها حاول المدرب المحافظة على نفس التشكيلة التي يلعب فيها الفريق, وحتى اللاعبين الأجانب لم يتم تغييرهم, وبعد نهاية البطولة الآسيوية بدأ عمل المدرب حيث حاول وضع بصمته وأسلوبه على الفريق, ومن خلال الدوري أصبح يلعب بعدة طرق وأساليب وهذا يوحي لنا بأن المدرب يجرب الأسلوب الأمثل حتى يسير عليه مع الفريق».
وأضاف: «رغم أن نتائج فريق الأهلي غير جيدة, ومستوى الفريق متذبذب, إلا أنني أعتقد أن هناك قناعة داخلية لدى المسؤولين عن النادي في عمل بيريرا وإلا لما صبروا عليه كل هذا الوقت, وربما المدرب يعمل على تجهيز الفريق للمواسم المقبلة, وهذا ما اتضح لنا من خلال كثرة التغيير في التشكيل, وتجريب عدد من اللاعبين, وهو نفس أسلوب البرتغالي مورينهو مع فريق ريال مدريد, حيث سبق أن طالب مورينهو بعدم الضغط عليه من أول موسم ومطالبته ببطولة, بل قال حاسبوني الموسم الثاني, وهذا ما حصل, حيث حقق البطولات في الموسم الثاني, وهو هنا يريد بناء فريق يحمل شخصية وهوية وفكر المدرب».
وأوضح أن عددا من لاعبي فريق الأهلي أشادوا كثيراً بعمل بيريرا, وقال:»تواصلت مع عدد من لاعبي فريق الأهلي, وسألتهم عن بيريرا, وأشادوا بعمله, وقالوا انه من أفضل المدربين الذين مروا على الفريق, وهذا معناه أن المدرب يحتاج إلى الصبر فقط, وأعتقد أنهم سيجنون ثمار صبرهم الموسم المقبل».
وشدد الحسيني على أن الفريق الأهلاوي لا يحتاج سوى للاستقرار والثبات على التشكيل وعلى أسلوب اللعب مع تغيير التكتيك في كل مباراة على حسب المنافس, ويحتاج إلى رأس حربة وصانع لعب على مستوى عال جداً.