يعيش لاعب فريق النصر حسين عبد الغني في سن متقدمة جداً على لاعب كرة القدم، حيث لم يبقَ له إلا سنة واحدة وينهي العقد الثالث من عمره الذي قضى نصفه في كرة القدم، وعلى الرغم من أنه يعد أكبر لاعب في كرة القدم السعودية إلا أنه ما زال يقدم مستويات مبهرة جعلت منه أفضل ظهير أيسر, وتقدم بأدائه على لاعبين كثر يصغرونه سناً وكان من المفترض أن يتفوقوا عليه حماساً ولياقة, ولكن عبد الغني يعد من اللاعبين القلائل الذي حافظوا على سمعتهم الرياضية من الناحية (الفنية) ولذلك بقي كل هذه الفترة يحرث المستطيل الأخضر ولا يتعب.
هذا هو حسين عبد الغني على الجانب الفني الذي أعتقد أن الغالبية يتفقون معي فيه، لكن عبد الغني وعلى المستوى الأخلاقي (داخل الملعب) يعد أكثر لاعب (خذلته) أخلاقه، فهو من اللاعبين أو بالأصح هو اللاعب الوحيد الذي لا يمضي عليه موسم إلا وله مشكلة مع لاعب، وأحيانا كثيرة تتكرر مشكلاته في الموسم الواحد, لدرجة أنه بإمكاننا حصر منجزاته ولكن لا يمكن لأحد أن يحصر مشكلاته, تلك المشكلات التي جعلته (يسب ويشتم) لاعبين كثر ينتمون لأندية مختلفة مابين كبيرة وصغيرة، ولعل الصفحات الرياضية تحفل بالكثير من صور اللاعب والأخبار التي تدينه في هذا الجانب.
عبد الغني وفي هذا الموسم الذي (يتصدر) فيه فريقه، ويؤدي مباريات كبيرة، أشار بعض المراقبين بأنه (تعقل) وأصبح أكثر هدوءاً واتزاناً، ولكن رؤية المراقبين اندثرت مع شكوى لاعب فريق العروبة عبد الله ذيب الذي سبق أن اشتكى من عبد الغني وقال إنه (سبه وشتمه وتطاول عليه وعلى أمه وأخته)، وفي أمس الأول تعرض لاعب فريق الشباب عبد الملك الخيبري (للكمة خطافية) من عبد الغني في المباراة التي خسر فيها النصر وخرج من كأس الأبطال! وما بين ذيب والخيبري هناك قصص أخرى لم تروَ, وهناك أحداث لو صدرت من غير عبد الغني لتوقفنا عندها، ولكنها صدرت من لاعب يمكن أن يفعل ذلك في كل مباراة.
ان المحبين للاعب الذي يعيش في آخر حياته الكروية يتمنون أن ينهي حياته داخل المستطيل الأخضر بهدوء تام، وبعيداً عن المشكلات التي جعلت النظرة العامة تجاهه لا تخضع للمقاييس الفنية فقط، بل إن الأحكام التي تصدر من المتابعين تجاه عبدالغني تؤكد أن الجميع يربطون الأداء بالأخلاق، وهذا ما فات على اللاعب المخضرم فنياً والضعيف في أخلاقه داخل الملعب