إذا كانت الصورةُ تعدل ألفَ كلمة.. فكمْ ستعدِل الصورة التي طالعْناها في وسائل الإعلام المختلفة - مؤخّراً - والتي نقلتْ لنا السياسةَ السعودية الخارجية الثابتة وأبرزتْ جمال الحضور القوي والمصداقية والمستقبل المنشود لهذا الوطن العظيم (المملكة العربية السعودية) وإنسانِه، والأمة العربية والإسلامية جمعاء؟ ثمَّ.. كمْ ستعدل الصورة التي تعبِّر عن تجديد ملامح وفلسفة وفكْر مؤسس الدولة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيَّب الله ثراه - الذين سار أنجاله من بعدِه مروراً بالملك سعود وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله - في تعزيز العلاقات بين الدول وتفعيل مجالات التعاون ضمن منظومةِ تبادُل المصالح المشتركة التي تؤْمن بها المملكة، وبحث القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك ودعم عملية السلام؟! حتى هذا العهد المبارك الذي تعيشه بلادُنا في ظلِّ القائد العظيم والملك العادل الأمين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أمدّ الله في عمره وأسبغ على مقامه الكريم لباس الصحة والعافية -.
مبادرات.. إثراء مصالح.. تهيئة أجواء.. خلْق فرص.. اتفاقيّات.. برامج عمل.. تعاون.. تذليل العقبات.. استثمار الطاقات.. استراتيجيات.. شراكة.. عناية.. إنجاز أعمال.. تفاهم.. مواقف.. استثمار الإمكانيات.. تلك هي هموم.. وأهداف.. وأحلام.. وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز - سلمه الله - من خلال جولاته المكُّوكية لكلٍّ من باكستان واليابان والهند وجزر المالديف التي انتهتْ مؤخراً. والذي لم يألو خلالها - حفظه الله ورعاه - جهداَ في الحفاظ على قيمة الأهداف السامية التي تخص الأمة من سياسة الوطن الخارجية والعلاقات الثنائية المثالية بجهوده العظيمة والمتنامية نحو شراكة يستفيد منها الجميع.
انتهت الجولات.. بحلوها.. والأحلى منه، بالنجاحِ الذي رسمَتْه، بالأمل والطموح، بكل ما هو جميلٌ في أرض مملكتِنا وأمتنا العربية والإسلامية، وبكل ما هو أجمل في إنسانِها، إنسانها الذي يريدُ له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ ألبسه لباس الصحة والعافية -.
لقد قدَّمت المملكة العربية السعودية في عهدِ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ـ أيّده الله - وما تزال تقدم كل ما تستطيع من إمكانيات مادية ومعنوية، فضلاً عن الدعم السياسي في المحافل والمنظمات العربية والإسلامية والعالمية لصالح القضايا العربية والإسلامية المختلفة، ومارستْ دوراً دولياً وإقليمياً كبيراً. وبات العالمُ والعرب يتطلَّعون إليه وإليها ويبْنون مواقفهم وسياستهم وتصرفهم على أساس حسب الحساب لموقف دولته وسياستها وتصرفها. وإلى مصداقية لدى الآخرين قلَّما تتمتع بها دولة بالعلاقات الدولية المعاصرة. وكانت أداةُ هذا الوطن الكبير في تحقيق ذلك دبلوماسيةً متحركة تقوم على أدب العلاقةِ الرسمية وصفاء العلاقة الشخصية، وعلى حضور ذكيٍّ وقوي وفاعل يستمدّ أصوله من شرعية تاريخية للدولة السعودية توفِّر لسياستها استقراراً واستمرارية تتوقُ للتمتُّع بها دول وأنظمة كثيرة عربية وغير عربية. ولم يكن هذا النجاح في الوصول إلى هذه المكانة المرموقة - بالتأكيد - سهلاً.
لقد كان صوتُ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ سلّمه الله ـ صافياً وصادقاً بقدر ما كانَ متفرِّداً ونادراً وهو يقولُ ويذكر أثناء زيارته لليابان : « نحنُ في السعودية بشر.. نخطئ ونصيب، لكننا نتمنّى الخير لكل البشر، كما ننشده لأمتنا، التي تنشد السلام والأمن، لها وللعالم، وتساهم في حلّ الصراعات الدولية، وتحاول مع دول العالم حل مشاكل الفقر والجهل والمرض التي تواجه البشرية». وقال أيضاً: «إنّ رسالتنا في المملكة العربية السعودية مستمدة من التعاليم الإسلامية، روحها التسامح، وأداتها التفاهم والحوار، وهدفها التصدي للتطرف، وأساسها العمل الفاعل الذي ينشد الخير للشعوب، وطموحها تعميق الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وهذا ما جاء في مبادرة الملك عبد الله للحوار بين أتباع الديانات والثقافات ويحقق المصالح بعدالة ونزاهة وشفافية «. ولستُ أنوب هنا ـ حقيقة ـ عن التاريخ، فهو يستغرقُ وقته في جمع أوراقِه وتقليب ملفّاته ووثائقه قبل أنْ يصدر أحكامه على المواقف والرجال.
حقّاً إنّ الذي يرقب الحياة في هذا الوطن في حاضرِه المشرق المزدهر لابد أنْ تجذبه إلى الوراء عوامل المُوازنة بين ما كان وما هو كائن ولاشك أنّه سيحس بالبوْن الشاسع بين الماضي بمتاعبه وآلامه وبين الحاضر المتحرِّك الذي يتخطّى عقبةً بعد عقبة، يمثِّلُه قوله ـ يحفظه الله ـ : «نفخر بطلابنا السعوديين الذي يدرسون في معاهد وجامعات اليابان. ونشجعهم والآلاف من زملائهم الذين يدرسون خارج المملكة العربية السعودية ضمن برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي. لقد أعددْناهم ليكونوا نافذتنا على العالم، وسفراء لنا لتقديم بلادنا بصورتها الحقيقية». وتلك طبيعةُ النفوس الكبيرة التي تتشبَّث دائماً بالمُثل العليا وتحاول اللحاق بما بلغتْ أكثر الأمم تقدماً وحضارة منْ درجاتها. بل إنّه يتجاوز تلك الآمال إلى ما هو أبعدُ منها. حيث قال: «إنّ العلم والمعرفة هما الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم، وهما عماد الاقتصادات الحديثة. بلادنا تبعد عنكم آلاف الكيلومترات. صحيح أننا اقتربنا من بعضنا البعض بفضل التقنية المدهشة، التي كان لكم يد في ازدهارها بالطبع، إلا أنني أدعوكم للاقتراب منا أكثر. الاقتراب من ثقافتنا الإسلامية والعربية، فلدينا الكثير مما نود اطلاعكم عليه، لتكتشفوا الكثير من المبادئ والتعاليم والقيم التي نشترك فيها معا. نحتاج لمن هم في علمكم، وإلى مثلكم لفهم ثقافتنا. فنحن نعاني من تصورات خاطئة تضعنا أحيانا في قوالب جاهزة». والمرحلةُ الحضارية التي بلغْناها ـ هُنا ـ في هذا الكيان الكبير (المملكة العربية السعودية) لم تكن إلا بتركيز قادتِه ـ وفقهم الله ـ على فلسفة الأمن وإشاعة الخير كالتزام، فها هو وليُّ العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ سلمه الله ـ من خلال لقائه بالمبتعثين في اليابان يقول: «... والحمد لله بلدكم بخير ونعمة وأمن وأمان ودولتكم وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كما كان إخوته ووالده يرعون هذا الشعب ويفعلون ما فيه الخير لهم في دينهم وديناهم.. «نعمْ.. تلك هي ملامح حياتنا التي توطَّدت ـ منذ البدء ـ على دعائمِ الأمن بسبب تمسكنا بالعقيدة، وتلك هي ملامحُ قدرتنا ـ كدولة ـ تعزز السِّلْم العالمي وإرساء الأمن والسلام والخير العميم للإنسانية جمْعاء.
وبعد.. فإذا كانَ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ أيدَّه الله ـ يحمل همّ أعباء القيادة ومسؤولية الريادة لهذا الوطن بين العالم، فإنّ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ـ سلمه الله ـ يرتفع بالاهتمامات الإنسانية وبالخطط التقدمية الإنمائية وبالعلاقات الدولية لخدمة السلام والعدل.
أسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد عزها وأمنها تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز - حفظهم الله -.