أفادت الجمعية الفلكية بجدة عن رصد حلقة «الإكليل» حول قرص القمر في سماء مدينة جدة عند وصول القمر إلى مرحلة التربيع الأول في الأيام القليلة الماضية، ويمكن أن تكرر مرة أخرى في كافة مناطق السعودية عندما تكون الظروف الجوية مناسبة لظهورها.
ويُعتبر الإكليل من الظواهر البصرية التي تظهر حول القمر إلى جانب ظاهرة أخرى تُسمى الهالة، وكليهما يحدث في الغلاف الجوي للأرض ولكن يتم الخلط بينهما لدى كثير من الراصدين، فحلقة الإكليل تنتج عندما يحدث انحرافٌ وليس انكساراً للضوء القادم من القمر بواسطة قطرات الماء الصغيرة الموجودة في الغيوم الرقيقة التي تسمح للضوء أن يسطع خلالها في السماء وينتج قرصٌ ضارب إلى البياض مع حلقة ملونة، وهي أصغر حجماً من الهالة. في حين أن الهالة تنشأ عند انكسار ضوء القمر أثناء عبوره خلال كريستالات الجليد، حيث يتكون ضوء واضح حول القمر توجد له ألوان خافتة، وذلك نظراً لأن الضوء بالكاد يكون قوياً بشكل كافٍ لينشط مستشعرات الألوان في عين الإنسان، ويكون حجم الحلقة 22 درجة أو 46 درجة وترتبط بكريستالات جليد سداسية الشكل والتي تقع في مستويات عالية من الغلاف الجوي وبخاصة في فصل الشتاء. ويُلاحظ أن المساحة بين القمر والحلقة تظهر تقريباً فارغة.. وبشكل مشترك فإن أفضل وقت لرؤية الإكليل أو الهالة عندما يكون القمر في طور البدر المكتمل عن غيره من أطوار القمر الأخرى، وذلك نظراً لكمية الضوء الكبيرة إلا أنه يمكن رؤيتها أيضاً في باقي الأطوار.
من ناحية أخرى فإن القمر في مساء الثلاثاء 11 مارس يظهر للراصد بأنه قد ابتعد عن كوكب المشتري عما كان عليه في اليوم السابق مبتعداً باتجاه الأفق الشرقي. فالحركة التي نراها من الشرق إلى الغرب للشمس والقمر والكواكب والنجوم عبر السماء هي بسبب دوران الأرض حول نفسها في كل يوم، لذلك فإن الأرض هي التي تقوم بالحركة وليس القمر أو النجوم أو المشتري، من ناحية أخرى فإن الجزء المظلم من القمر الأحدب دائماً يشير إلى الشرق، أو اتجاه حركة القمر في مداره حول الأرض. وبالنسبة إلى النجوم، فالقمر يقطع ما يعادل قطره نحو الشرق في الساعة أو حوالي 13 درجة باتجاه الشرق في 24 ساعة، ويمكن للراصد ملاحظة موقع القمر بالنسبة لكوكب المشتري والنجوم البراقة مساء اليوم وملاحظة موقع من جديد في مساء اليوم التالي. جدير بالذكر بأن الفرصة لا تزال مهيأة لرصد الإكليل حول قرص القمر في كافة مناطق المملكة خلال الفترة الانتقالية بين فصل الشتاء والربيع.