لقد عاصرت تأسيس المدن الصناعية من بداياتها الأولى، ومع عدم الانتقاص مما قدّمه مسئولو الصناعة السابقون منذ توقيع الاتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) منذ نحو خمسين عاماً وصرف الدولة مبالغ كبيرة على إقامة المدن الصناعية، إلا أن الصرف على المدن الصناعية توقف والاكتفاء بما تم تقديمه منذ نحو ثلاثين عاماً، وبالتالي تجمد نمو المدن الصناعية بالمملكة حتى تم تأسيس الهيئة السعودية للمدن الصناعية عام 1422هـ الموافق 2011 م، حيث إن الهيئة قامت بجهود جبارة بإنشاء المدن الصناعية بدون ميزانية من الدولة وبالاعتماد على إيرادات ذاتية للهيئة من الرسوم المختلفة: إيجار - تراخيص، وكذلك تخصيص، حتى وصل عدد المدن الصناعية نحو 30 مدينة صناعية، ومساحة الأراضي المطورة الآن 163 مليون متر مربع.
وللحق، فإن انطلاق المدن الصناعية (بقوة) تم خلال إدارة معالي الدكتور توفيق الربيعة للهيئة وعندما تركها كمدير عام، فقد ترك وراءه رجالاً يعملون مثله بصمت ويطورون المدن وبنيتها الأساسية بشكل يطابق أعلى المستويات الفنية العالمية بقيادة سعادة الأخ المهندس - صالح الرشيد وثلة من الكفاءات السعودية المخلصة.
لقد أذهلني التطور الذي حققته الهيئة في تطوير المدن الصناعية ليس عدداً لكن كيفاً.. لقد تشرفت (كعضو لجنة تنمية الاستثمار بمنطقة القصيم) بحضور عرض لتطوير المدينة الصناعية الثانية بالقصيم برعاية سمو نائب أمير منطقة القصيم ورئيس لجنة تنمية الاستثمار بمنطقة القصيم، وذلك بتاريخ 24/2/2014.. كما سبق أن تشرفت قبل نحو عام بحضور عرض عن المدينة الصناعية النسائية بالقصيم.
إن مساحة المدينة الصناعية الثانية بالقصيم (على طريق القصيم - الرياض السريع) 4.4 مليون متر مربع ويتم تطوير 2.2 مليون متر مربع وترتبط بطريق سريعة لمحافظات المنطقة كبريدة وعنيزة وسيتم إقامة محطة كهرباء للمدينة وكذلك محطة تحلية للمياه.. والجديد في مدينة القصيم الصناعية الثانية هو وجود مباني مصانع جاهزة.
أما المدينة الصناعية النسائية (واحة المرأة) بالقصيم والتي سوف تكون أحد معالم القصيم - بإذن الله - بعد انجازها وتقع في منطقة أخرى على مساحة تقدر بنحو 600 ألف متر مربع.. هذه الواحة سوف تستقبل الصناعات الخفيفة والنظيفة الملائمة للمرأة السعودية، وكذلك الأسر المنتجة والذين تزخر بهم منطقة القصيم، كما ستضم الواحة معاهد تدريب وتأهيل للعاملات وخدمات تشمل النقل العام وحاضنات الأطفال.
لقد شدني حماس مدير عام الهيئة ومساعديه من الشباب السعودي المتحمس للعمل بحس وطني قلَّ أن تجده في الأجهزة الحكومية في الوقت الحاضر.
وبهذه المناسبة، لا بد من الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، فمن خلال تشرفي بعضوية لجنة تنمية الاستثمار بالقصيم أود أن أذكر ما يقوم به سمو أمير المنطقة وسمو نائبه رئيس اللجنة من جهود لكل ما فيه صالح المنطقة وأبنائها من دعم وتشجيع لتنمية الاستثمار بالمنطقة.. وفقهم الله جميعاً لما فيه الصالح العام.
خير الكلام ما قلّ ودلّ
- خلال فترة عملي تعاملت مع عدد كبير من المسئولين (البيروقراطيين) وأساليبهم تنوعت بين الإدارة بالحب (ومن قلة) الإدارة بالكراهية أو إن شئت (بلغة أقل حدة) إدارة الفوضى (Rule of Thump)، ونادراً ما نجد الإدارة العلمية المعروفة بالإدارة بالأهداف.. كما أن هناك العديد من (أبو شلاخ البيروقراطي) كثير الكلام (أشبه بالمهرج) والفلاشات الإعلامية لكن دون نتائج إيجابية.
- دائماً أتساءل: لماذا يخفق بعض المستثمرين وينجح آخرون؟.. هذا يحتاج إلى مقالة خاصة.
والله الموفق.