ليس جديداً ولا غريباً على علماء القطيف والأحساء استمرار مواقفهم الشرعية الوطنية الداعمة والمساندة للوحدة الوطنية، فلهؤلاء العلماء والمشايخ الذين أصدروا بياناً لحثِّ المواطنين، وبالذات الشباب منهم للالتزام بما جاء بالتوجيه الأبوي من الملك عبد الله بن عبد العزيز بالابتعاد عن التّحزب والنأي عن الجماعات والمنظمات الإرهابية، يُعد تواصلاً للجهود المستمرة من علماء القطيف والأحساء الذين عُرف عنهم تصديهم للأعمال الإرهابية ومحاولات شق الصف الوطني، فقد أوضح عشرة من علماء القطيف والأحساء وهم من المبرزين ومن المراجع الشيعية المعتبرين (بأن التطرف لا يحل مشكلة ولا يحقق مطلباً، بل يزيد المشكلات تعقيداً ويحقق مآرب الأعداء الطامعين).
تشخيصٌ من لدن علماء منخرطين في العمل الإسلامي، وهذا التشخيص منطلقٌ من التزام شرعي وثوابت دينية، حيث يؤكد الشيخ حسن الصفار: (أن إدانة العنف الداخلي وتجريم الإرهاب موقف شرعي ثابت طالما أكده العلماء الواعون وعرضوه في كثير من الخُطب والكتابات المطبوعة).
الشيخ الصفار يُؤكد أن استتباب الأمن والاستقرار في الوطن مقصد أساس من مقاصد الدين، وأن وجود السلاح في أيدٍ غير مسؤولة يهدد أمن المجتمع ويجعل الناس غير مطمئنين ولا آمنين.
الشيخ، أشار إلى نقطة هامة يجب أن تُؤخذ في الاعتبار وهي تأكيد للشباب وتحذيرهم من الوقوع في فخ الحماس الطائش والانفعالات غير المنضبطة.
هذا التحذير والنصيحة المخلصة من الشيخ الذي له تجارب وممارسات وتعامل يومي مع الشباب، يجب على شبابنا وإخواننا أن يأخذوه بجدية وبتمعُّن، فقد يدفع الحماس الطائش إلى ارتكاب الحماقات، بل السير في طريق الإجرام والإرهاب، خصوصاً إذا ما رافقَ ذلك الحماس استغلالٌ من قِبل مَنْ يستغلون ذلك ممن يسعون إلى شق صف الأمن وصرف الشباب عن التزاماتهم الدينية والوطنية، وهو شاهدناه في كثير من الدول الإسلامية والعربية، بعد أن نفذَ إلى وجدانهم وعقولهم (شياطين الفكر) والساعون للفرقة والذين يعملون لإقامة جماعات وتيارات متطرفة تمارس الإرهاب والعنف السياسي.
هذه الممارسات التي لم تكن مألوفة في مجتمعنا السعودي قبل عقود والتي أصبحت ظاهرة - وللأسف الشديد - بعد أن ابتليت بها بلادنا وبلدان إسلامية أخرى نتيجة انحراف من يعملون تحت عناوين دينية وسياسية، والدين بريء منهم، فديننا الإسلامي دين السماحة والألفة يحارب الإرهاب، والعنف السياسي الذي يُدمِّر الأوطان ويشق صفوف الأمة، وقد عُرف عن المجتمع السعودي تمسكه بالروح الوطنية وثقافة التسامح والانفتاح ولا يسمح ويرفض بشدة تسلل توجهات متطرفة ومنحرفة، وهو ما أكدته المواقف الجامعة لجميع أبناء المملكة من علماء ومفكرين ومثقفين، والمتصفح لوسائل التواصل الاجتماعي يلمس مدى التأييد لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي استهدف تحصين الوطن وأبنائه من المنحرفين والذين يستهدفون الوطن وشبابه.