قامت وفود أكاديمية متخصصة من مختلف جامعات المملكة بزيارة ميدانية متأنية لمشروع الطريق المؤدّي إلى المنفذ الحدودي مع سلطنة عمان بمنطقة الربع الخالي، اطلعت على أرض الواقع على مختلف أنشطة العمل من مساحة وأعمال ترابية وخرسانية وأسفلتية وما تَمَّ توفيره من كوادر فنيَّة ومختبرات فحص وخدمات سكنية لفرق العمل، وصحب هذه الوفود الأستاذ فهد بن هزاع الروسان المدير التنفيذي والعضو المنتدب بشركة الروسان للمقاولات والمهندس ماجد بن ناصر السبيعي المشرف على تنفيذ الطريق من قبل وزارة النقل يرافقه المهندس دخيل الله السبيعي من إدارة التنفيذ بالوزارة وعدد من المهندسين، ومجموعة من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة جازان وجامعة تبوك وجامعة الملك فيصل وجامعة الدمام وجامعة الإمام محمد بن سعود وجامعة أم القرى وجامعة القصيم وجامعة الحدود الشمالية.
وقد اطلع الوفد الزائر على مجريات سير العمل بالمشروع وآلية تنفيذه والتقنيات والآليات المستخدمة في ظروف جغرافية صعبة يمر بها مسار العمل في هذا المشروع الحيوي المهم، وقد حظي الطلاب بشرح في قاعة الاجتماعات تمثِّل في عرض إلكتروني للمشروع من بدايته حتَّى الوصول إلى هذه المرحلة المتقدِّمة من العمل، هذا وقد قام الوفد بزيارة ميدانية على أرض الواقع لعدد من الأماكن المهمة واستمعوا لتفاصيل وشروحات ومرئيات والنظريات التي اعتمد عليها من قبل المهندس فايز صباحين مدير المشروع، ولوحظ استخدام الطلبة لأجندة الملاحظات أو بعض وسائل الاتِّصال الحديثة لتسجيل ملاحظاتهم واجابات مهندس المشروع عليها، كما أقيم حفل في صحراء الربع الخالي تخلله كلمات عدَّة منها كلمة سعادة المهندس ماجد السبيعي الذي قال فيها: إن زيارة معالي وزير النقل السابقة لهذا المشروع أثمرت في تنفيذ هذه الفكرة الرائدة، حيث تَمَّ التواصل من قبل الوزارة مع وزارة التَّعليم العالي مشكورة للبدء في هذه الجولة وانتقاء الطلبة الذين هم على وشك التخرّج أو المعيدين في الجامعة لتؤتي هذه الزيارة نتائجها الإيجابيَّة على الجميع. وتحدث المهندس عن صعوبة العمل في مثل هذه التضاريس، مبينًا أن وزارة النقل تحرص على راحة المواطنين وهي تعمل على تنفيذ العديد من المشروعات الحيويَّة والمهمة، وشكر شركة الروسان للمقاولات على استقبالهم لهذا الوفد وتقديم الخبرة لكوكبة من المهندسين الشباب، كما ألقى الرئيس التنفيذي لشركة الروسان للمقاولات كلمة رحب فيها بوفد وزارة النقل ووزارة التَّعليم العالي، وقال: إن هذا المشروع هو ثمرة توجيهات معالي وزير النقل وهو بالتالي تنفيذ لخطط التنمية في بلدنا العزيز بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وكرر ترحيبه بالجميع، متمنيًّا أن تكون هذه الزيارة أعطت انطباعًا عن العمل وحجمه وما بذل فيه. كما قدم شكره لشركة أرامكو السعوديَّة ولشركة آراء للإنتاج وشركة خطيب وعلمي، كما تفضَّل المهندس طارق القبيسي المعيد في جامعة الحدود الشماليَّة بإلقاء كلمة نيابة عن زملائه قال فيها: إن انطباعنا الأولي عن الزيارة قبل البدء كان عاديًا ولكن عندما دخلنا منطقة الربع الخالي وشاهدنا الكميات الهائلة من الرمال المتحركة وارتفاعاتها الهائلة أدركنا أن تنفيذ هذا المشروع من قبل الشركة المنفذة وقبل ذلك من قبل وزارة النقل كان بمثابة التَّحدِّيي مواجهة الصعوبات واستفدنا بالقدر الذي يعد أضعافًا لما توقعناه.
من جهته قدّم مهندس المشروع فايز صباحين كلمة شكر من خلالها زملاءه في كلِّ من الوزارتين، منوهًا بالثقافة المتخصصة العالية عند زملائه تمثّلت في دقة ما طرح عليه من أسئلة وما أثير من قضايا نقاشية حول أهمية وصعوبة آلية تنفيذ هذا المشروع، شاكرًا الجميع على اعتزازهم، مذكرًا أن مثل هذه المشروعات ستفتح آفاقًا واسعة لإحياء هذه المنطقة عبر الممر بين الدولتين الذي سوف يخدم حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وكذلك الاقتصاد السعودي وذكر أن المهندس الناجح هو من يلمس آثار عمله في حياته ونحن بعد الانتهاء من هذا المشروع متأكّدون أن الحياة في هذا المسار الآمن سوف تزدهر وقد قدمت شهادة شكر وتقدير لكل الوفود تقديرًا لحضورهم وتحملهم مشاق السفر وحرصهم على أخذ المعلومة من المصدر المنفذ لها.
وقد كانت للمهندس عبدالرحمن المالكي رسالة لأصدقائه المهندسين الشباب قال فيها: غدًا يوم جديد.. سأقول لأصدقائي عن الربع الخالي.. سأقول الكثير.
أقول لهم: إني شاهدت رماله الذهبية بعد أن كنت أتأمّلها في الصور، مشيت على أرض الربع الخالي بعد أن كنت أخاف وأتعجب من منظره متربعًا على خريطة الوطن بكلِّ زهو وفخر.
سأخبرهم عن أصدقائي الجدد.. إخوان الطريق الطويل واللحظات الجميلة سأقول لهم: إنني تعرفت على نخبة شباب الوطن، وسأحكي لهم عن فايز صباحين هذا الأردني النشمي رجل الفكر والعمل.
سأحكي لهم عن المهندسين الشباب في وزارة النقل، عن طموحاتهم وحماسهم وعن حبهم لأرضهم!
سأخبرهم عن كرّم شركة الروسان ممثلة بأبي طارق وعن شاعرية صبار وحفاوة أبي حسن سأخبرهم بالكثير.
سأقول لهم: إني كنت سعيدًا بكلِّ هؤلاء كسعادة أجدادي بسقوط المطر.