تعد لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض نموذجاً في تحقيق قيم التراحم والتطوع والأمانة، وتهدف اللجنة لزيارة المرضى وتفقدهم ومساعدتهم، كما تعد اللجنة الوسيط الفاعل بين المتبرعين والمرضى بمنطقة الرياض وذلك بالشكل الذي يسهم في نشر مفهوم التراحم والجسد الواحد في مجتمعنا السعودي، كما تعمل اللجنة ككيان محفز لكافة الأفراد والمؤسسات وقطاع الأعمال على التبرع وتقديم المساعدة للمرضى المحتاجين.
يكفي لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض أن بلغت إجمالي المساعدات التي قدمتها اللجنة للمرضى من عام 2002م إلى عام 2013م أكثر من خمسة وعشرين مليون ريال استفاد منها الآلاف من المرضى المستحقين.
يكفي لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض أن تمكنت من إيواء اثنين وثلاثين ألف مريض ومرافق في السكن الخاص باللجنة بالدرعية خلال 25 سنة، كما تمكنت اللجنة من توقيع أربعة اتفاقيات بقيمة تتجاوز (8) ملايين ريال لتأمين (100) شقة يومياً مجانية للمرضى ومرافقيهم بمدينة الرياض، إضافة لتوقيع اللجنة لأربعة اتفاقيات للمساعدات المالية والعينية للمرضى بقيمة إجمالية تفوق المليونين ريال، إضافة لتقديم هدايا العيد للمرضى المنومين في المستشفيات، حيث تجاوزت قيمة تلك الهدايا مئات الآلاف من الريالات، كما أن ما تتميز به لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض بساطة إجراءات صرف المساعدة للمرضى، حيث لا تتجاوز خمسة أيام، وذلك من مرحلة دراسة الحالة من قبل المختصين في اللجنة وحتى صرف الأموال لمستحقيها من المرضى.
إن مما يثلج الصدر أننا نعيش في مجتمع يعيش بين جنباته الكثير من أهل الخير الذين لا يترددون في دعم مناشط لجان أصدقاء المرضى وغيرها من الجمعيات الخيرية، ومن المناسب أن أشير هنا إلى تبرع الأستاذ عبدالله السليم والأستاذ طارق الرميح للجنة أصدقاء المرضى بالرياض بأرض مساحتها أكثر من عشرة آلاف متر في شمال الرياض تفوق قيمتها المليون وستمائة ألف ريال، كما تلقت اللجنة الكثير من التبرعات والصدقات والزكوات مٍن أهل الخير، وهو ما يعد نجاحاً يسجل للجنة.
ختاماً، إذا كانت لجنة أصدقاء المرضى بمنطقة الرياض قد حققت الكثير من الإنجازات، فإنه من الأهمية الإشارة إلى أن لدى القائمين على اللجنة جملة من البرامج المستقبلية التي تصب في صالح المرضى، ويأتي في مقدمة تلك البرامج استثمار الأرصدة الموجودة في حساب اللجنة بهدف تأمين مصدر دخل دائم لبرنامج اللجنة وكذلك إنشاء مبنى استثماري بقيمة 40 مليون ريال تدر عوائده على أنشطة وبرامج اللجنة، وحتى تنجح اللجنة في تحقيق برامجها المستقبلية، فإنها تحتاج لمواصلة أهل الخير ورجال الأعمال لدعم اللجنة، ولذا فإنني أكرر دعوتي لأهل الخير ورجال الأعمال بالاسهام في تقديم الدعم المالي اللازم الذي يمكّن اللجنة من التوسع في مناشطها الإنسانية التي تصب في صالح إخواننا المرضى، فما من شك أن الاستثمار الأكثر جدوى وربحية إنما يكون في الأوجه التي تكون لوجه الله سبحانه وتعالى، وفي ظني أن التبرع للجنة أصدقاء المرضى إنما يعد من أبرز أوجه الاستثمار المجدي، كيف لا يكون ذلك واللجنة تسهم في وصول أموالك للمرضى الفقراء المستحقين لها على حد سواء.