مها السالم - الجزيرة:
نبدأ بقول شاعر عصره المتنبي:
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَّمانِ كِتابُ
هل فعلاً ما زال الكتاب الورقي يحتفط بمكانته.. في ظل وجود الكتاب الإلكتروني ومع تطور الأجهزة الذكية؟
ونحنُ نعيش هذه الأيام على أرض الرياض عرساً ثقافياً نجمته الجميلة الثقافة.. ومعازيمهُ حشدٌ كبير من المثقفين والزوار الذين توافدوا على العاصمة الرياض بمناسبة افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب وانطلاق فعالياته. ولمكانة الكتاب وهذا المعرض والذي من المتوقع له هذا العام 2014 أن يصل إلى عشرة ملايين زائر بعد تطبيق نظام التعداد الفردي للداخلين للمعرض، فيما يتوقع أن يصل حجم المبيعات لأكثر من سبعين مليون ريال.. وعلى هامش هذه التظاهرة الثقافية كان للجزيرة هذا القاء مع عدد من الأكاديميين والمهتمين وزوار المعرض.
حيث ذكر د. آدم العتيبي أستاذ في كلية العلوم الإدارية جامعة الكويت أن الكتاب الورقي سينقرض مع مرور الوقت، فالكتب والمقالات العلمية ستنقرض مع مرور الوقت، لأنها أصبحت منشورة إلكترونياً والآن عصرالإدارة بلا أوراق.
وعبرت الدكتورة إيمان الدريهم.. مشرفة نشاط مكتب التربية والتعليم بالنهضة عن رأيها بقولها: أعتقد أن الكتاب المطبوع ما زال لهُ بريقه ولهُ مرتادوه الكثيرون بدليل ما نراه من إقبال شديد على معرض الرياض للكتاب من مختلف الفئات العمرية وأمثلتهُ من معارض في مصر والإمارات وغيرها والذي يمثّل مهرجاناً مفرحاً.. صحيح أن الكتب الإلكتروونية بعض منها مجاني وسهل الحصول عليها لكن تبقى قراءتها مُتعبة نوعاً ما. وفي نفس السياق ذكرت لـ(الجزيرة) الشاعرة المعروفة وعضو النادي الأدبي بالأحساء تهاني الصبيح أن الكتاب الورقي أصبح مهجوراً من فئة شبابية كبيرة استعاضت بوسائل الاتصال الذكي ووجدتها أيسر للحصول على المعلومة.. والدليل على ذلك عزوف المكتبات عن استقبال مؤلف جديد لكاتب مبتدئ.. بالنسبة لي فأنا أشتاق إلى الكتاب الورقي ويشدني الحنين إلى صوت طيّ الصفحة الذي يمثّل مرحلة انتقالية مهمة في عقلي وتصوراتي حين أنكب على قراءة ديوان شعر يشبع نهمي المتفاقم لموسيقى العروض.
وفي معرض الكتاب فرصة لعشاق الورق كي ينتقوا ما يرضي ذائقتهم ويبوح بالمخبوء الذي خانتهم المفردة في التعبير عنه، وأظنهم سيتعبون في البحث لأن لدينا مزايدة على الكتابة والإصدار كشكل مع غياب المضمون.
وكان للطالبة الجامعية فاتن النفيعي تخصص نظم معلومات رأيٌ آخر بقولها: الكتاب الورقي له عشاقه في كل زمان ومكان ولا أعتقد أن الكتاب الإلكتروني سوف يسلب محبتهم.. صحيح أن الأجهزه الذكية وفرت لنا الكثير وبسهولة لكن مع كثرتها يشعر الإنسان بالتعب والإرهاق معها.
أفضِّل الكتاب الورقي لسهولة القراءة من خلاله ولأن القراءة تكون ممتعة من خلال تقليب الصفحات والكتاب بين يديك.
ولا ننكر أن الإلكتروني يفيد خصوصاً عند عدم توفر الكتاب الذي أحتاجه في المكتبات.. وبينت الأستاذة زهرة عسيري رائدة نشاط أن الكتاب بشكله المعروف أفضل بكثير، وأرى أن الإلكترونية لا تعطي جمال الكتاب.. أنا أرى أن من يعشق القراءة فإنه يفضل الكتاب الورقي، فأنا بالنسبة لي أفضلهُ على الكتاب الإلكتروني.
وقال الطالب بندر الدغيثر علوم إدارية: أنا كشاب يستهويني الكتاب الإلكتروني لسهولة الحصول عليه عبر الأجهزة الذكية وبضغطة زر من أي موقع وأي مكتبة في العالم حتى مكتبة الكونجرس.
وأوضحت زائرة المعرض أم عبد الله (ربة بيت ومثقفة): في رأيي الشخصي أن الكتاب الورقي والإلكتروني مكملان بعضهما لبعض فمثلما نأخذ الثقافة والمعرفة من الكتاب الورقي كذلك نحصل على المعرفة والمعلومة من الكتاب الإلكتروني وبشكل سريع، إذاً كما هو معروف ليس هناك وسيله تلغي وسيلة أخرى.