17 الدوائر الحكومية من الجامعات والأندية وغيرها، معارض فاخرة شاسعة، ومعروضات قاصرة جداً، حشفاً وسوء كيلة، لا تعرض الكتب في مكتباتنا، ولا تأتي بكل ما عندها في المعرض، بل تأتي بأجزاء قليلة تكرر عرضها في جوانب معرضها، وصدق من قال: كأن طباعتهم للرياء والمباهاة، لا لنشر الكتاب... أستثني من ذلك: دار الملك عبدالعزيز، فمعروضاتهم كثيرة،
تناسب معرضها، بأسعار مخفضَّة جداً، وكتب الجامعة الإسلامية في المدينة، تأتي بين الفينة والأخرى في المكتبات المحلية، ودونها جامعة أم القرى، والبقية مستغنون عن البيع!
18- النساء في المعرض! عنهن حديث طويل متجاذب؛ لكن الواقع لا ينكر وجود استفزازات في الاستعراض، وطريقة الخُلطة، خاصة بين بعض الإعلاميين.. لنفترض أن هذه المجموعة النسائية أتت لشراء الكتب، وأنها تأخذ بقول من لا يرى وجوب تغطية المرأة وجهها، وهم وهن لايعرفون إلا الإمام الألباني، ولا يأخذون منه إلا هذا الرأي فقط! أقول: على فرض الأخذ بالرأي السابق؛ فإنه لايوجد طالب علم ولا نصفه يجيز إظهار كامل الزينة، كحال مجموعات غريبة، كأنهن ذاهبات للزواج! فأصبح المعرض في بعض زواياه يشبه مجتمع أفراح نسائي، فأين إدارة المعرض عن هذه المخالفة!؟
والشرع أمر بالإنكار لكل من شاهد منكراً، وليس الإنكار مختصاً بالهيئة، لكن بشرط العلم، والحلم، والحكمة.
لماذا تُفَتح الأعين على المنكِرِ بإحسان، وتُغمَض عن مرتكب المنكر بإجماع العلماء.
بالمناسبة القول بوجوب التغطية هو قول عامة العلماء، وهو الراجح كما تجده مفصلاً في عدد من الكتب من أجمعها:
(الاستيعاب فيما قيل في الحجاب) للشيخ: البهلال. ومن الضروري أن تعرف أن التغطية ليس عادة نجدية، ولا فتوى حنبلية، كما تجد بيان هذه الفرية في كتاب (ثقافة التلبيس) للخراشي (ص225)، و(هل يكذب التاريخ) للداوود.
قال الغزالي الشافعي (ت 505هـ) في (إحياء علوم الدين = (إتحاف السادة) (6- 159): (لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن متنقبات).
19- يختلف كثيرون، لكن يتفق الجميع على حرمة وشناعة وفظاعة بيع كتاب يتضمن حرفاً بل فاصلة بل نقطة في الاستهزاء بالله ورسوله، وتكفير الصحابة المزكين، أو فحشاً بالغاً ولو كان بصورة أدبية، فالأدب أدب، وإلا أصبح خنا، وللمثال: يقول: حسن حنفي في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) (2-14): (الله لا يثبت إلا في حال العجز ويكون تعبيراً عن الضعف الإنساني). ويقول البياتي في (ديوانه) (1- 367): (الله في مدينتي يبيعه اليهود، الله في مدينتي مشرد طريد). ويقول: محمود درويش في (ديوانه الأعمال الأولى) (3-300): (خذوا وقتكم لكي تقتلوا الله). ويقول سميح القاسم في (ديوانه = الأعمال الشعرية الكاملة) (1- 208): (مشيئة الرحمن والأقدار بعض من نفايات القرون). ويقول (1-209): (لأي كهف ينزوي الله المعفَّر بالغبار, وبالدخان وبالشرر؟). ويقول (1-91): (لا تركعوا. لا ترفعوا أيديكم إلى السماء تدمَّرت واندثرت أُسطورة السماء).
قد يقال: ما فائدة منعها، إذا كانت متداولة في النت، وموجودة في بعض المكتبات، ويمكن شراؤها من أي مكان؟! فالجواب: وجود المحرَّم، وسهولة الوصول إليه؛ لا يبرر فعله، والإقرار به، فلا يمكن مثلاً أن يحتج مخالف للنظام لكثرة المخالفين، وسهولة المخالفة... ووجود الكبائر في عدد من البلدان لا يبرر إدخالها في بيتك أو بلدك، والإنسان محاسب على فعله هنا، لا على فعل الآخرين، والله جل وعلا يقول: {وإذ قالتْ أمةٌ منهم لمَ تعِظون قوماً الله مُهلِكهم أو معذِّبُهم عذاباً شديداً قالوا معذرةً إلى ربكم، ولعلهم يتقون}. فنطيع الله بترك ما يُغضبه، ولو كان المنكَرُ موجوداً هنا وهناك. ثم لا بارك الله في ثقافة تهدم الإيمان من القلب جملة، أو تفصيلاً.
20- لا أدري أي تسوُّقٍ مريح مع إزعاج شديد متواصل من خلال مكبرات الصوت، إعلاناً عن برنامج، وتوقيع كتاب، وغالباً بصوت امرأة، فالإزعاج إزعاج ولو من امرأة!!
ألا يُكتفى بالإعلانات في كل مكان عن صوت يكدر صفو المتأمل، ومعرض الكتب ليس سوق ملابس، يشتري الإنسان مع الضجيج حوله، فإنه قبل شراء الكتاب يحتاج لقراءة تصفح وتأمل... ومكان توقيع الكتب معروف، وكذا قاعة الندوات.
21- الكتب الفائزة في المعرض، اختيارها ليس عادلاً، ففي هذه السنة مثلاً اختير من قسم اللغة العربية (4) كتب، ومن علوم الشريعة وهي أوسع العلوم وأكثرها أقساماً اختير كتاب واحد! واحد فقط، وكأننا في الصين الشعبية راعت الأقلية المسلمة بكتاب واحد!