سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة المحترم سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجاملكم عندما أشير إلى الصدى الكبير الذي تحققه صفحة (عزيزتي الجزيرة) الصامدة منذ سنوات طويلة في وجه كل المتغيرات؛ لتكون النافذة الأقوى والأوسع والأبسط لمقابلة المسؤول، ولسان المواطن، حتى غدت قِبلة الورق ومركاز النقاش وإحدى أهم أجندات الحوار الإعلامي بالمملكة. وأكتب هذا الكلام بدون تصنع مقيت؛ لأن منجزات الصفحة تؤكد مقاييس ودقة ما ورد دون زيادة أو نقصان. ولأن الحرية متاحة بضوابطها، فقد قرأت العديد من الرسائل التي تم توجيهها عبر هذه (الصفحة العزيزة) لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتعديل مسار العمل بمحطة تلفزيون القصيم؛ إذ تم اغتيال تاريخ مجيد لهذه المحطة الرائدة، التي كانت تبث أخبارها على الهواء مستقلة قبل أن تواصل رحلة النجومية بإبراز منطقة القصيم ورجالاتها وصناعة البرامج والتنافس على بثها.. لكن الحال اليوم بائس ومؤلم وموجع؛ ويدعو للبكاء؛ إذ لا دافعية ولا إمكانات ولا رغبة في العمل؛ بدليل أن جل أهالي المنطقة ودوائرها وإنسانها يضعون علامات استفهام كبرى حول الخمول الكبير لهذه المحطة التي لا تتحرك ولا تنجز، وليس لها أي علامة فارقة تماماً كالمحطات الفاعلة الأخرى. ويقيني أنه لولا طلب بعض الضيوف من المركز الرئيسي بالرياض لغاب إنسان القصيم؛ لأن المحطة ومن يديرها وطاقمها خاملون، لا يريدون العمل ولا التحرك..!!
يجب أن تذوق الأمرين لتحصل على قبول للتصوير أو التسجيل، بل حتى النماذج الشابة التي كانت تتألق تم إخماد نشاطاتها الرائعة ووأد توهجها، بل لم يشهد تاريخ المحطة خلال السنوات الفارطة إخراج أي نجوم شابة، وقد اقتصرت على (البعض)، يديرونها كيفما شاؤوا؛ بدليل أنهم لم يتغيروا منذ سنوات، وظلوا يحتكرون مناصبهم دون أدنى تحرك للتطوير.
أقول: تعد منطقة القصيم أكبر منطقة بالمهرجانات والفعاليات والبرامج الإثرائية الصحية والتعليمية والفنية، لكن أياً من تلك الفعاليات لم يحظَ بتغطيات حقيقية واحترافية مثل باقي محطات المناطق الأخرى؛ والسبب يعود لحالة الكسل، وعدم الرغبة في العمل، وسوء المخرجات، وتهاون عين الرقيب.. فمعظم ما يبث عن القصيم هو نتاج أداء احترافي من المركز الرئيسي بالرياض.
وحتى لا أكون قاسياً، فإني أطلب بياناً تفصيلياً للمواد التلفزيونية الاحترافية التي قام بها تلفزيون محطة القصيم، أو تسجيلاً لقصة مصورة أو لقاء مع ضيف أو مواطن حقق إنجازاً، وسأفتح عدد السنوات لهم، شرط ألا يكون بأمر من المركز الرئيسي بل بدافعية ذاتية، وأراهن على نجاحي بالتحدي؛ لأن فاقد الشيء قطعاً لا يمكن أن يعطيه.
إننا بمنطقة القصيم نتطلع لتدخل وزير الثقافة والإعلام، وإعادة نثر المواهب الفنية والمسرحية والرياضية وقصص التاريخ والنجاح.. فلا بد أن يعلم معالي الوزير أن استديوهات محطة القصيم بالية، وكاميراتها سيئة، وليس لدى المسؤولين فيها خطط عمل واضحة، بل ليس هناك أي استديو يبث مباشراً كبرنامج أسوة بالمحطات الأخرى النشيطة، والاعتماد فقط على المزاجية وقتل طموح المواهب التي ترغب في العمل التعاوني؛ بدليل أنه لا يوجد سوى مقدم برنامج واحد غير متفرغ بالمحطة.
معالي الوزير..
حتى القيادات النسائية وفعالياتهن لم يعد لها ذكرٌ بالقصيم، وكأن التجاهل عامٌّ، وأصاب الشلل كل مكونات المجتمع؛ وهو ما يحتم علينا أن نناشد معاليك التدخل، وإنقاذ إنسان القصيم من التجاهل، وإعادة الحياة لمحطة التلفزيون بطاقات شابة، لديها دافعية العمل، وليس المزاجية والشللية.
وإذ ننتقد فنحن ننتقد للصالح العام غيرة وحباً وطمعاً بالأفضل، فالقصيم لديها ما ينثر إبداعاً وجمالية وقصصاً وإثارة وتاريخاً.. لكنه مدفون بأمر الضعف والمزاجية وكثير من الكسل..!!
آمل أن يصل صدى الكلمات لمعاليكم، وتتدخلوا لوقف اغتيال إنسان القصيم تلفزيونياً بأسرع وقت ممكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته