في صباح يوم جميل كنت أتصفح أرشيف عدد سابق لصحيفة (الجزيرة) وإذ تقع عيني على مقال منشور بعزيزتي الجزيرة بالعدد رقم 14464 بعنوان: (الرئيس العام للهيئات يشكر رئيس التحرير)، وقد جاء في مضمون المقال: إن رئيس الهيئات الشيخ عبداللطيف آل الشيخ موجِّه مقالاً يشكر فيه سعادة رئيس التحرير الأستاذ الفاضل خالد المالك وذلك نظرًا لمساهمة (الجزيرة) في تغطية البرنامج التوجيهي للأعضاء الميدانيين، الذي أقيم بمركز الملك عبد العزيز التاريخي، فتفاعلاً مع ذلك أقول: إن التعاون الإعلامي ما بين الهيئة والإعلام مطلبٌ حضاريٌّ وأصبح واقعًا نعيشه والدليل حملة النهر الجاري والمقامة في مختلف مناطق بلادي الغالية، التي أخذت مساحة إعلاميَّة واسعة وجيّدة في مختلف الوسائل الإعلاميَّة. فالملاحظ أنّه في السنوات الأخيرة أصبحت الهيئة والصحافة صديقين حميمين وهذا الصداقة جاءت بعد أن تولى معالي آل الشيخ رئيسًا للهيئات بالمملكة وهو الذي وصف العلاقة بين الهيئة والإعلام بأنها لم تُعدُّ كالسابق حينما كان التوجس يسودها، مؤكِّدًا أنهَّم يفتخرون اليوم بالإعلاميين وهمّهم الكبير في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن الإعلاميين باتوا الرقيب الذي يريد الكمال للهيئة، والذراع الذي يوصلها للأهداف من خلال طرحهم المتزن.. هذا الكلام الذي قاله معالي آل الشيخ ليفتح آفاقًا جديدة من التعاون ولا يستغرب من معاليه هذا الكلام الجميل، حيث إنه قبل ذلك قام على العمل بإصلاح الخلل في الهيئات، حيث أطلق آل الشيخ التطوير من الداخل، حيث دعا رؤساء الهيئات إلى بدء مرحلة جديدة، وكسر حاجز الخوف والرهبة، وتوطيد علاقاتهم مع المواطنين والمقيمين من خلال التواصل معهم، وهو ما تجلَّى بعدها في صور من أبرزها: زيارة المرضى، والوجود في الملتقيات، مشدِّدًا على أن تكون الابتسامة عنوانًا لرجال الحسبة، ومؤكِّدًا أن رجال الحسبة ليسوا في عصمة من الخطأ، مشدِّدًا على أهمية مراقبة الأعضاء والموظفين، وتشجيع المتميزين منهم. وفي الختام وما أودُّ أن أتطرَّق إليه في هذا المقال: إنه صدر قرار الرئيس العام للهيئات بتكليف الشيخ عبد الله بن راشد الفهيد مديرًا عامًا لفرع هيئة القصيم والفهيد من الكوادر الإدارية النشطة في مجال عمله، حيث سبق أن تولى عدَّة مناصب قياديّة وإداريَّة وقد بدأ عمله رئيسًا لهيئة الأسياح، ثمَّ رئيسًا لهيئة البكيرية، ثمَّ رئيسًا لهيئة المذنب، ثمَّ عل في فرع منطقة مكة المكرمة وأخيرًا عمل مديرًا للشؤون الميدانية بهيئة القصيم والفهيد هو صديق الشباب الصغار الذين يحتاجون إلى التَّوجيه والعطف واللين وتلمس مشكلاتهم وهمَّه الأول والأخير فئة الشباب والتطوير من قدراتهم بما يخدم الدين، ثمَّ المليك والوطن، فمن معرفة إعلاميَّة سابقة للرجل أنه يمتلك أخلاقًا عالية وثقافة دينية عالية واطِّلاعًا على ما يدور في الإعلام بشكل مستمر واستبشر أهالي القصيم خيرًا بهذا القرار لما يحظى به الفيهد من محبة في قلوب الجميع، وتمتعه بنبل الأخلاق ودماثة في الخلق ومعاملة الشباب معاملة حسنة وبشاشة الوجه وجدِّية في العمل ولكن كل ما أتمناه من الفهيد أن يقوم بالتطوير الإعلامي بفرع هيئة القصيم وأن يكون هناك تجاوبٌ إعلاميٌّ مع أسئلة واستفسارات رجال الإعلام ويوجّه زملاءه الكرام أن يكونوا أكثر شفافية مع الإعلام، حيث إن أنشطة هيئة القصيم مغيبة تمامًا عن الإعلام وهناك تذمر إعلامي منها، علمًا أن هدف الإعلامي الأول والأخير هو المصلحة العامَّة.