«وإني أبشر سكان هذه المملكة أنّ أبا الشعب ورائد الأمة وسيد الجزيرة مولانا الملك سعوداً - أيده الله ورعاه - هو حامي العلم وعماد المعارف، ولقد حشد جلالته الجهود والأموال ليمحو الأمية ولينشر العلم في كل مكان ويجعل كل أفراد شعبه مزودين بالعلم والمعرفة، حتى تغادر الأمية بلادنا إلى غير رجعة».
بتلك الكلمات بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - أول وزير للمعارف (وزارة التربية والتعليم حالياً)، عملية البناء وإرساء القواعد الأساسية للتعليم بالمملكة، بعد أن رسم خطة للأجيال هدفها الوصول إلى تحقيق الإنجازات ومواجهة التحديات، وقد نجح بحكمته القيادية التي ساهمت في تنمية الوطن والوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة حضارياً وثقافياً.
ولما للتعليم وتنشئة الأجيال من أهمية في كافة دول العالم، حظي التعليم في عهده باهتمام بالغ وجهود كبيرة سعى خلالها إلى فتح المدارس والكليات، فكان همه الأول محو الأمية، وقد قال كلمته المشهورة « يجب أن يدخل العلم كل بيت في هذه البلاد وأن يستضيء المواطنون في حقولهم وأماكن عملهم بنور المعرفة «، وقد تحققت مقولته فلا يوجد جزء في هذا الوطن إلا ووصله التعليم.
وقد واصل بعده وزراء التربية الذين استكملوا مسيرة القيادة والبناء، ولما يشهده العالم من تطور وتقدم كبيرين في مجال التعليم، جعل للتطوير أهمية بالغة ضوعفت المسؤولية أمام الوزارة لتستطيع مواجهة التحديات، وقد حظي التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - بالدعم الكبير لما يوليه من أهمية لتطوير التعليم بمختلف مراحله، وكذلك دعم رجال التربية والتعليم وبخاصة المعلمين والمعلمات الذين يحملون رسالة هذا الوطن وقيمه، ولما كانت تلك التحديات كبيرة فقد تطلّبت ثقة الكبار فجاءت ثقة الملك بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم، لما يتمتع به من شخصية قيادية ناجحة وفكر تطويري فذ ينبع من قيمه الأصيلة وثقافته الواسعة، حيث يُعَد الفيصل مؤسِّس (مؤسسة الفكر العربي) وهي التي تهتم بالدراسات المستقبلية، والاستغلال الأمثل للتقنيات الحديثة، وهو صاحب فكرة جائزة الملك فيصل العالمية ومؤسِّس جريدة الوطن ومجلة الفيصل، كما أنّ نجاحه في جعل مدينة أبها من أجمل المدن السياحية في الوطن العربي جاءت من اهتمامه ورعايته عند تعيينه أميراً لعسير قبل أن ينتقل لمكة المكرمة، والتي قدم خلالها إنجازات عدّة أوصلتها ضمن المدن الذكية والمتطورة على مستوى العالم، قبل أن ينتقل أخيراً إلى وزارة التربية والتعليم، ناقلاً معه خبرته الإدارية وحبه للتميُّز والتطوير إلى الأفضل، مما جعل كافة منسوبي التعليم يستبشرون خيراً بما سيقدمه للتربية والتعليم من إنجاز وتطور، فمن بدأ حياته العملية تميُّزاً في القمم العالية بالجبال، لن ترضيه إلاّ الهمم العالية في شتى المجالات.