في مساءِ يومٍ جميلٍ من أيام هذا الوطن الأغرِّ الاثنين 25 صفر 1435هـ، وفي مدينة الأمير ناصر بن عبد العزيز الرياضية في محافظة وادي الدواسر، شرَّف صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ، الحفل الذي أقامته الأمانة العامة لجائزة الشيخ مران بن قويد للإبداع العلمي لتكريم طلابها الفائزين والفائزات بها ، وذلك في نسختها الثالثة على التوالي، والجائزة بتمويل من الدكتور العقيد محمد بن مران بن قويد.
وقد تمَّ تكريم (47) طالباً وطالبة في مختلف الصفوف الدراسية من المدارس التابعة لإدارة التربية والتعليم في محافظة وادي الدواسر وخارجها. ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبد العزيز آل سعود ـ يحفظه الله ـ لهذه المناسبة ليست بغريبة؛ فمن نعم الله تعالى على هذه البلاد المباركة منذ تأسُّسِها أنْ هيَّأ لها قيادة تؤمن إيماناً بأهمية العلم حتى أصبحتْ ـ ولله الحمد والمنَّة ـ تعيش نهضة علمية رائدة، ومما يثلج الصدر أنّ هذا التوجه العام والاهتمام الرسمي بالتربية والتعليم يرْفده ويسانده تفاعلٌ مجتمعيٌّ يتمثل في مبادرات تشجيعية تتبنّاها بعض الأسر والشخصيات التي نذرتْ نفسها للعمل التربوي والتعليمي، من خلال وضع الجوائز التشجيعية والتحفيزية على التفوق والإبداع لدى أبنائنا وبناتنا الطالبات بجميع فئاتهم وشرائحهم.
كما أنَّ رعاية سموه لهذه المناسبة، تأتي أيضاً إعزازاً لمن تتسمَّى الجائزة باسمه، وتقديراً لمموِّل الجائزة العقيد الدكتور محمد بن مران بن قويد، الذي يبذل ويعطي بسخاء في كل ما يهم الإبداع والثقافة وجيل الغد الباسم المشرق.
شرَّف سمو الأمير منصور - حفظه الله - هذا الحفل الذي حضره محافظ وادي الدواسر بالإنابة الأستاذ خالد بن محمد الغملاس ونخبة من المسؤولين والمفكرين والمثقفين والأكاديميين من مختلف مناطق ومحافظات المملكة، وعدد من مشايخ القبائل وأولياء أمور الطلاب المكرمين، وتخلَّلَ الحفل كلمات الترحيب والتقدير لسموه الكريم على هذه اللفتة الكريمة واقتطاع هذا الجزء المهم من وقت سموه ومشاركته أبناءه الطلاب فرحتهم، ومن ضمن فقرات الحفل أوبريت «صرح الإبداع» الذي تغنَّى منشدُوه بالوطن الغالي المملكة العربية السعودية، وصاحَبَ ذلك صورٌ لولاة الأمر ـ أيَّدهم الله ـ وكثيرُ من المشاهد المعبرة عن جميل الشعور اتجاههم وصدق الولاء والمحبة لهم، علاوة على ذلك تصوير مظاهر التنمية الشاملة التي تعمُّ أرجاء الوطن الغالي، يزيُّنُ ذلك كله علم الوطن تعلوه كلمة التوحيد (لا إله إلاّ الله محمد رسول الله). وجسَّد هذا الأوبريت أيضاً أهمية الجائزة ودورها في رفع المستوى الثقافي والعلمي والإشادة بها وصاحبها والقائمين عليها.
وفي نهاية الحفل، تمَّ تكريم الطلاب المتفوقين، حيث تشرَّفُوا بالسلام على سموه الكريم والذي صافحهم واحداً تلو الآخر، وكذلك أولياء أمور الطالبات الفائزات، وتمَّ التقاط الصور التذكارية للطلاب المتفوقين وأعضاء المجلس الاستشاري مع سموه الكريم. وعبَّرَ سموه الكريم في نهاية الحفل عن سعادته واعتزازه بهذه المناسبة، مؤكداً بقوله: «إنَّ مسيرة العلم هي مسيرة النجاح وتشجيع طلبة العلم والمتفوقين وتكريمهم يأتي تجسيداً لما يوليه ولاة الأمر في هذه البلاد العزيزة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - طيَّب الله ثراه -، ويتضح ذلك جلياً في دعم وتشجيع طلاب العلم وفتح الابتعاث الخارجي لهم وإنشاء المعاهد والكليات والجامعات في كل المدن والمحافظات».
وبيَّن سموه : «إنَّ شباب هذه البلاد قد أثبتوا قدراتهم على تخطي الصعاب متى ما أتيحت لهم الفرص. فقد أسهموا في كثير من الإنجازات العلمية المبتكرة على المستوى المحلي والعالمي والمؤمل أكثر بمشيئة الله وتوفيقه».
وأضاف سمو الأمير منصور بن مقرن: «لقد حققت هذه الجائزة رؤيتها ورسالتها وأهدافها منها إثارة روح المنافسة الشريفة بين الطلاب والطالبات وتشجيعهم على حفظ القرآن الكريم وتجويده، وكذلك الاهتمام بالسنّة النبوية الشريفة وعلومها ودعم البحث العلمي بشتى مجالاته «.
وتابع سموه: «كما أهنئ المتفوقين والمتفوقات. راجياً أن تكون هذه الجائزة حافزاً للمتفوق وإنجازاً أكبر في قادم أيامهم وحياتهم العلمية والعملية ليقدموا مع أمثالهم ما يستحقه هذا الوطن الغالي من رفعة وتقدم وتطور وعدل، ليحقق دوره الطبيعي والمأمول لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء».
ووجَّه سمو الأمير منصور خطابه للفائزين والفائزات قائلاً: « إنَّ وطنكم ينتظركم لتسهموا في نهضته وتقدمه، فاستعدوا وجدّوا واجتهدوا لتتحملوا مسؤولية الإسهام في بناء المستقبل لكم ولوطنكم». معتبراً الشيخ مران بن قويد بأنه : «رجل وطني. فله مواقف معروفة تعتبر فخراً له ولأبنائه من بعده «، وقال أيضاً : « لا يفوتني أنْ أتقدم بالشكر الجزيل للأخ الدكتور محمد بن مران على تأسيسه لهذه الجائزة القيّمة واهتمامه بها وحرصه على إنجاحها. ولقد أسعدني ما رأيته واطلعت عليه من برامج ومسارات تربوية نافعة اهتمت عليه هذه الجائزة وهو ما تسعى إليه الدولة وتدعمه».
داعياً : «أن يبارك في هذه الجهود وأن يديم علينا أمننا ورخاءنا وتفوق أبنائنا وبناتنا في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وأيّدهم بنصره وتوفيقه». واختتم كلمته بقول الله تعالى في محكم التنزيل : وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ .
وقد ألقى الشيخ الدكتور عايض بن عبد الله القرني كلمة أبدع فيها نثراً وشعراً فيما تحدَّث به في هذه المناسبة العزيزة على الجميع.
إنَّ الجوائز العلمية ـ بحق وحقيقة ـ لها لونٌ وطعمٌ ونكهةٌ مختلفة في تعزيز روح التفوق والإبداع بين الطلاب والطالبات، حتى يرد هذا الجميل بالعطاء والتكريم بالبناء والتطوير إلى أرض هذا الوطن المعطاء في ظلَّ قيادته الرشيدة وحكامه الميامين.
شكراً، ثم شكراً سمو الأمير منصور على هذه الرعاية والتشجيع لأبنائكم الطلاب وأولياء أمورهم. وقد أثبْتَ ـ كما أثبت من قبلك من الأمراء الأفضلين ـ أنَّ السعوديين أسرة واحدة وهدف واحد يحملون الخير لهذه الأرض الطيبة في إثبات حضورها وإعلاء كلمتها وترسيخ قواعدها.
وختاماً : ندعو المولى جلّت قدرته أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا وباني نهضتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين، وأن يحفظ على بلادنا أمنها وأمانها واستقرارها وأن يبعد عنها كيد الكائدين والحاسدين والمتلوِّنين