أمير الرياض يرعى توزيع جوائز السديري للتفوق العلمي بالغاط

الغاط - عبدالله الطويل / تصوير - محمد الحصين:

رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض الحفل السنوي لجائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي بسدير صباح يوم أمس الخميس بمزرعة الخالدية بمحافظة الغاط. وكان في استقبال سموه عند وصوله معالي رئيس لجنة الجائزة الأستاذ فهد بن خالد السديري ونائب رئيس لجنة الجائزة معالي الأستاذ تركي بن خالد السديري، والأمين العام للجائزة المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض الدكتور أبراهيم بن عبدالله المسند وأعضاء لجنة الجائزة، ومعالي الأستاذ سعد بن ناصر السديري، ومحافظ الغاط الأستاذ عبدالله بن ناصر السبيعي وعدد من مسئولي محافظة الغاط.

وبدأ الحفل بالقرآن الكريم ثم ألقى الأمين العام للجائزة الدكتور إبراهيم المسند كلمة الجائزة، أوضح فيها قائلاً «عندما أدرك قادة هذه البلاد على مر التاريخ أن لا تقدم يذكر لأي شعب ولأي دولة إلا بتشجيع العلم وأهل العلم والإنفاق السخي على التعليم بكافة مجالاته المادية والمعنوية، سخرت الدولة إمكانياتها وخططها لنشر التعليم وتشجيع المتميزين وتحفيزهم للتفوق والتميز واستقطعت الأموال الطائلة من ميزانياتها للارتقاء ببرامج التعليم وأنشطته، لأنها باختصار اختارت الاستثمار في الإنسان عندما أدركت أن بناء الإنسان هو بناء للدولة».

وأكد قائلاً «إن هذا الاهتمام الكبير بالتعليم من قادة هذه البلاد والتشجيع المتواصل والمستمر لمنسوبي التعليم وللطلاب والطالبات والذي أثر وبشكل مباشر في ظهور العديد من المواهب التي شرفت الوطن وأبناءه في المحافل الدولية فتحت الطريق أمام كرام هذا الوطن المعطاء لإنشاء الجوائز العلمية والتربوية، ولعل من أشهرها وأقدمها جائزة الأمير والشاعر والفارس خالد بن أحمد السديري -رحمه الله- والتي تعد من أهم الجوائز في هذا الوطن الكريم والتي وضعت وفاء وبراً برجل خلد اسمه في تاريخ هذا الوطن، ووضعت كذلك تشجيعاً وتحفيزاً لمنسوبي التعليم من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات محافظات الغاط والمجمعة والزلفي».

وأشار إلى إن عمر الجائزة الطويل والذي تجاوز ربع قرن، حيث كانت انطلاقتها الأولى عام 1409هـ في منطقة نجران واستمرت هناك لسنوات عدة عندما كان معالي الأستاذ فهد بن خالد أميراً لمنطقة نجران. وبعد تقاعده من العمل الحكومي حرص على أن تستمر هذه الجائزة ويستفيد منها أبناء منطقة أخرى من هذا الوطن الغالي، فقرر معالي الأستاذ فهد وإخوانه الكرام وأحفاد الأمير خالد بن أحمد السديري على أن تستقر الجائزة في محافظة الغاط بمنطقة الرياض عام 1418هـ، ويستفيد منها المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات في محافظات المجمعة والزلفي والغاط. فهذا العمر للجائزة جعل منها رائدة في مجال تكريم المتميزين وتشجيعهم وإذكاء روح الحماس والتنافس بين الطلاب والطالبات، وهو تنافس أسهم بشكل واضح في استنهاض همم الطلاب والطالبات ودفعهم نحو التميز والريادة مما أسهم في إخراج العديد من المتميزين والمتميزات والذين يسهمون الآن في بناء مجتمعهم ورقي بلدهم.

وأضاف قائلاً «فعلى مدى 27 عاماً وفي مثل هذا الوقت من كل عام تزف الجائزة قافلة من المتميزين، ندفعهم إلى عالم الإبداع والتفوق من هذه المحافظات التي تبقى دائماً شاهدة وحاضرة على تفوق وتميز أبنائها في المجالات كافة، وفي هذا العام سيتم تكريم 73 فائزاً وفائزة في مجالات الجائزة المختلفة من معلمين ومعلمات وطلاب وطالبات قادهم التميز إلى هذا الحفل المميز».

ووجه المسند كلمة للطلاب والمعلمين والمكرمين قائلاً «إن تكريمكم اليوم يحملكم أمانة ثقيلة في الحفاظ على هذا التميز ويعطيكم الثقة في تقديم المزيد من التفوق والتألق، فهذا وطنكم يفتح ذراعيه ليحتضنكم ويسمو بكم إلى أعلى قمم الإبداع، فهنيئاً لكم هذا التفوق، ونبارك لكم هذا التميز وندعو لكم ولزملائكم بدوام التوفيق والسداد، وأذكركم أن الوطن ينتظر منكم الكثير».

وعبر عن شكره قائلاً: «أشكر سموكم الكريم لتشريفكم هذا الحفل وسمو نائبكم، كما أقدم شكري نيابة عن المكرمين ومنسوبي التعليم في محافظات الغاط والمجمعة والزلفي لأبناء أسرة السديري الكرام الذين يضربون المثل الرائع في برهم بوالدهم الأمير خالد بن أحمد السديري - رحمه الله - بتخصيصهم هذه الجائزة باسمه، سائلين الله أن تكون في موازين أعماله». ثم ألقت الطالبة درة بنت عبدالله العيسى كلمة الفائزين والفائزات بالجائزة، عبرت عن شكرها للأمير خالد بن بندر والأمير تركي بن عبدالله على تشريفهما لحفل الجائزة، معربة عن عظيم امتنان الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات في المحافظات لأبناء الأمير خالد بن أحمد السديري وفي مقدمتهم معالي الأستاذ فهد بن خالد السديري على إقامة هذه الجائزة المميزة والرائدة. ثم قدم طلاب ثانوية الغاط أوبريت نشيد الجائزة.

ثم ألقى الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض كلمة قال فيها «إن من عناية الله عز وجل بالعلم والعلماء وأهله أن شرفهم في كتابه الكريم، والثناء عليهم بالنصوص الشرعية في القرآن والسنة، فالعلم طريق النجاح وهو منهج أهل الفلاح في الدنيا والآخرة، فالعناية بالتعليم من أهم ركائز التنمية وشريان التنمية المستدامة لبناء الإنسان ورفعة الوطن والمواطن».

وأكد قائلاً «لقد حظي التعليم في المملكة باهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين، فذللت الصعاب والرقي بالعلم والمتعلمين، وانتشرت المدارس والجامعات في كل أنحاء الوطن، وتواصلت الجهود المباركة للحث على التنافس في طلب العلم وتشجيع أبناء الوطن المتفوقين ومنحهم الجوائز التقديرية».

وعبر قائلاً «إن سعادتنا كبيرة ونحن نشارك اليوم تكريم هذه الكوكبة من المتميزين وهو تكريم لجميع أبناء الوطن، وهو حث لهم لرفع حصيلتهم العلمية، ومن بواعث فخرنا واعتزازنا أن الجائزة تحمل اسم رجل حمل ثقة المؤسس وأبنائه من بعده، فالأمير خالد بن أحمد السديري كان مثالاً للمسئول الجاد في عمله ومخلصاً لدينه ووطنه». معرباً عن شكره لمعالي الأستاذ فهد بن خالد السديري رئيس لجنة الجائزة وأعضاء لجنة الجائزة جميعاً على إقامة هذه الجائزة الرائدة والمميزة وعلى دعوتهم الكريمة له للمشاركة معهم. والشكر موصول لكل أسرة السديري ولأهالي محافظة الغاط الكرام.

بعد ذلك قام الأمير خالد بن بندر والأمير تركي بن عبدالله بتكريم الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات الفائزين بالجائزة. وأعرب محافظ الغاط عن سعادته برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبحضور سمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لحفل توزيع جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي، قائلاً «تلك الجائزة التي باتت مشهداً للتميز والتفوق ينتظره الجميع بكل شغف خصوصاً وهي تحمل اسم رجل محنك جمع بين العلم والسياسة والقيادة. وتكمل سعادتنا هذا اليوم برعاية وتشريف أمير منطقة الرياض، تلك المنطقة المترامية الأطراف التي جمعت حب أبناء الوطن وولاءهم الصادق، تتشرف الغاط بحضور سموه وسمو نائبه بين أبنائهما ومحبيهما وهما على هرم منطقة الرياض يديران دفة العمل والتنمية والسير بهذه المنطقة قدماً نحو التقدم والتطور والازدهار، فمرحباً بهما في ربوع الغاط. ولا شك أن احتضان الغاط لهذه الجائزة يمثل الفخر والاعتزاز وهي تحظى سنوياً بتشريف أصحاب السمو والمعالي لهذه الجزء الغالي من وطننا الحبيب. أُهنئ الفائزين بالجائزة وأُقدر لمعالي رئيس لجنة الجائزة الأمير فهد الخالد السديري الجهود التي يبذلها وأعضاء اللجنة في هذه التظاهرة التعليمية السنوية».

كما عبر وكيل محافظ الغاط الأستاذ منصور بن سعد السديري عن سعادته بتشريف سموه للحفل، وقال «لئن تحدث أبناء الغاط عن فرحتهم في هذا اليوم عبروا عن بهاء مدينتهم بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبحضور سمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية حفل جائزة الأمير خالد بن أحمد السديري للتفوق العلمي بسدير فمرحباً بهما في المحفل السنوي المتميز.

لقد حظيت هذه الجائزة بتنافس شريف بين الطلبة والطالبات وكانت حافزاً للجد والاجتهاد والمثابرة وأسهمت إسهاماً عظيماً في الرقي بمستوياتهم ورفع أداء المعلمين والمعلمات، ومن نحتفل بهم اليوم ثمار يانعة ونخبة متميزة تزخر وتتشرف بها بلادنا والتي لا تألو قيادتها الرشيدة جهداً في تقديم الخدمات التعليمية المتقدمة وفق أحدث الأساليب الحديثة سعياً لتحقيق جيل واع متنور يدرك لما يدور حوله.

ويطيب لنا ونحن نتشرف وفي هذا المحفل السنوي الذي يقف عليه معالي الوالد الأمير فهد بن خالد السديري ولجنة الجائزة أن نستلهم من سيرة الأمير خالد بن أحمد السديري في مجالات العلم والأدب والوطنية والقيادة والحنكة المنهاج العطر والرؤى الحكيمة.

تعيش الغاط في هذا اليوم يوماً استثنائياً بهذا التشريف الأبوي من سمو الأمراء ومن والتشريف العلمي لهذه الكوكبة الغالية من الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات، ولا يسعني عبر هذه السطور المتواضعة إلا أن أُكرر الترحيب بسمو الأمير وسمو نائبه وصحبهما الكرام وضيوف الجائزة مباركاً للفائزين هذا التفوق والتميز راجين للجميع دوام التوفيق والسداد».