قصتان قصيرتان جداً

(1)

(أنانية)

تعود على شراء صحيفة معينة، دون سواها، وكونه إقليميا ومن أهل الريف والأطراف هو محب للمادة ولاسيما ثمنها الذي يدفعه كل يوم بتأفف..

يظل الرجل يتصفح تلك الصحيفة طوال اليوم حتى تختفي معظم حروفها، ومن شدة حرصه على الاستفادة من الصحيفة التي دفع فيها كما يردد دم قلبه، فإنه لا يسمح لأحد بقراءتها أو الاطلاع عليها قبل أن يفرغ منها.

أضف إلى ذلك أنه يتعمد إخفاءها عندما ينتهي من مطالعتها بنهم عجيب.. والشيء الأغرب من هذا وذاك أنه يتوسط المجلس بين الأهل والأقرباء ويظل يتصفح الصحيفة غير مبال بمن حوله.. هاجس عجيب وشغف أعجب؟!

(2)

(غدر)

تزوجها عن قناعة وباختياره كونها موظفة تتقاضى مرتبا كبيرا لم تكن تعلم بما يخطط له وما ينويه بعد أن ينال ما يحلم به أوهمها بأن لديه مشروع كبير يتمثل في إقامة شركة كبرى للمقاولات بدايتها بناء عش الزوجية وبيت المستقبل..

انطلت عليها الحيلة على هذه المرأة المسكينة خصوصا وأنها رزقت منه بأطفال، ولم يدر في خلدها أنه يمكن أن يفرط فيها وفي أطفالها بعد هذه العشرة.. وحينما تحقق له ما يريد بعد أن استدرجها طوال السنوات العشر وقبض مالا كثيرا، كما اقترض قرضا من البنك باسمها ثم فر هاربا بعد أن تزوج بأخرى حيث تركها وأطفالها لتظل تندب حظها العاثر لكونها لم تستمع لنصائح من حولها من أهل وزميلات وهم يحذرونها منه.. لكن لا فائدة!!

- محمد عبدالعزيز اليحيا