كتاب (صدى السنين) تأليف أ. حنان بنت عبدالعزيز آل سيف تضمن مجموعة من المقالات التي نشرتها الكاتبة في هذه الجريدة قبل سنوات..
ومن هذه المقالات مقال عن صداقة الكتب تقول فيه: هم كثر، ولكن الذين لمعت أسماؤهم ثلاثة، شهد لهم بذلك ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء فقال: حدث أبو هفان قال: لم ار قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من الجاحظ، فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كان ما كان حتى أنه كان يكتري دكاكين الوراق ويبيت فيها للنظر. والفتح بن خاقان فإنه كان يحضر لمجالسة المتوكل، فإذا أراد القيام لحاجة أخرج كتاباً من كمه أو خفه وقرأه في مجلس المتوكل إلى حين عوده إليه حتى في الخلاء.
وإسماعيل بن إسحاق القاضي، فإني ما دخلت إلا رأيته ينظر في كتاب أو يقلب كتباً أو ينفضها.
وعشاق الكتب لهم فيها مصارع، ذكر ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء عن أبي العباس محمد بن طاهر الطاهري قال: كان سبب وفاة أبي العباس ثعلب، أنه كان في يوم جمعة قد انصرف من الجامع بعد صلاة العصر، وكان يتبعه جماعة من أصحابه إلى منزله وأنا أحدهم، فتبعناه في تلك العشية وأتفق أن ابناً لإبراهيم بن أحمد المادرائي يسير من ورائنا على دابة وخلفه خادم له على دابة قد قلق واضطرب، وكان في تلك العشية بيده دفتر ينظر فيه ولم يسمع أبو العباس لصممه صوت الحوافر فصدمته دابة الخادم، فسقط على رأسه في هوة من الطريق فلم يقدر على القيام فحملناه إلى منزله كالمختلط يتأوه من رأسه وكان سبب وفاته رحمه الله.