هذا الكتاب يمثل قراءة خاصة في المشهد الياباني.. وهو من تأليف أ. علي كنعان وصدر ضمن سلسلة كتب (دبي الثقافية) وفي جزء منه يقول المؤلف: إن إخلاص الياباني لعمله في أي موقع كان والتزامه الآلي به شبيه بإخلاص الساموراي لراعيه ومعلمه وقائده والتزامه بأهداف شرفه المهني..
هذا الإنسان الذي يتعب كثيراً في عمله يجد أن متعته الأولى تكمن في الطعام والشراب.. ولعل لراحة التي يشعر بها في هذا الوقت القصير هي التي توحي له بالمتعة والاسترخاء بعد عناء فكري أو بدني مرهق..
متعة الياباني الثانية تأتي في الراحة والاستحمام والنظافة بعد عمل يومي مجهد لا مجال فيه للتهرب أو التهاون..
ويبدو أن طقوسهم اليومية في ذلك.. ولعل أجمل حكمة خرجت بها من تلك البلاد جاءت من مصارعة لم أكن أحبها ولا أميل لمشاهدتها إنها مصارعة (السومو)، وهي تجري بين رجال ضخام يبلغ وزن أحدهم نحو مائة وخمسين كيلو جراما.
المباراة تجري داخل دائرة من القش..
من تزل قدمه إلى خارج الدائرة يخسر..
ومن يلامس أرض الحلبة بغير أخمص قدميه يخسر أيضاً.. وفلسفة هذه الرياضة تقول: إن لكل كائن وكل جرم في هذا الكون مجالاً ومركز ثقل أو نقطة ارتكاز فإذا اختل مركز ثقله سقط وانتهى، وإذا خرج من مداره انتهى.