العديد من منسوبي كلية علوم الأغذية والزراعة يشاطرون الجميع في عزاء المغفور له - بإذن الله - الأستاذ الدكتور عبدالله العقيل الحمدان صاحب ثالث دكتوراه في الجامعة وأول عميد للكلية خلال الفترة من 1385-1389هـ.
فالحمد لله الذي جعل لكل أجل كتاباً، وجعل الموت صراط الأحياء، لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون, والصلاة والسلام على خير البرية سيد الأنام، من قال عنه رب الهدى {إنك ميت وإنهم ميتون}.
فلقد فجع منسوبو الكلية بوفاته؛ إذ يعتبر خسارة كبيرة؛ فهو عالم من علماء الجيولوجيا.
تخرج من جامعة القاهرة عام 1380هـ، وتدرج في الوظائف الأكاديمية، وحصل على الأستاذية عام 1402هـ، وأشرف على تأسيس كلية الزراعة لمدة خمس سنوات، ثم رئيساً لقسم الجيولوجيا أربع سنوات، وعميداً لكلية العلوم لمدة ثلاث سنوات، ومُنح ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى بأمر من المغفور له الملك خالد عام 1402هـ، وأخيراً تقاعد من الجامعة عام 1404هـ ليتفرغ للشركة التي أنشأها (شركة التقنيون السعوديون للاستشارات الجيولوجية والهندسية وشركة المختبرات السعودية). وخلال عمله في الجامعة تولى إدارة مركز البحوث بكلية العلوم، ومثل الجامعة في ندوة تاريخ العلوم عند العرب المنعقدة في حلب عام 1396هـ، وقام بكتابة المادة العلمية للفيلم الوثائقي (جيولوجية المملكة العربية السعودية)، كما عمل مستشاراً جيولوجياً لدى وزارة المواصلات، ونشر العديد من المقالات والبحوث العلمية.
وقد سعدت الكلية بحضوره في حفل تكريم عمدائها (جمادى الأولى 1429هـ).
نسأل الله تعالى أن يرحم فقيدنا، ويتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان, ويعوض الوطن والعلم في هذا الرجل الغالي بكل خير، فلقد كان - رحمه الله - رمزاً من رموز العلم وعَلماً من أعلام الجيولوجيا.
لقد عرفته - رحمه الله - أثناء دراستي بالكلية وبعد حصولي على الدكتوراه، وحتى قبل شهرين من وفاته كان بشوشاً؛ وكم يسعد الإنسان بمقابلته وتوجيهاته السديدة.
رحمه الله رحمة واسعة؛ كان ذا كرم، وعاش مؤمناً، ورحل مؤمناً، وكان شجاعاً في الإفصاح عما يراه مخالفاً للطبع السوي والنهج السليم، وكان يحترم من يختلف معه، ويدعو له بالهدى، رحمه الله رحمة واسعة.
{إِنَّا لِلّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعونَ}.