لم يعد الأمر سراً ولا يمكن اخفاؤه، فالاضطرابات والتدهور الأمني وغياب الاستقرار في العديد من الدول العربية في المشرق العربي تقف وراؤه دولة معينة يعرفها الجميع، وان ظل البعض يعدها من المقاومين.. ولكن: مقاومون لمن..؟!!
يزعمون أنهم يقاومون الاحتلال الإسرائيلي، وهم يحتلون أكثر من بلد عربي، احتلال مباشر كجزر الامارات العربية الثلاث واقليم الاحواز العربي شمال الخليج العربي، واحتلال للارادة كلبنان وسورية والعراق، وتهديد للأمن في البحرين ودول الخليج العربي، وتدمير للاستقرار في اليمن.
لم يعد الأمر سراً ولا يجوز المجاملة والسكوت عمن يهدد الهوية العربية ويدمر الوطن العربي، فالذي تقوم به ايران لا يمكن السكوت عليه، بل لا يجب حتى التغاضي عمن يغضون النظر عن أفعالها، فضلاً عن الذين يساعدونها في تنفيذ مخططاتها بضم الوطن العربي إلى امبراطوريتها التي يحلمون بإعادتها.
السكوت الآن جريمة، والدماء العربية التي تسيل في المدن العربية بسبب التآمر الايراني يجب أن يتوقف وان نسمي الأمور بمسمياتها.
نعم إسرائيل عدو، ولكن بماذا نصف أفعال ايران وهي تدمر بلداً عربياً كسورية وتقود العراق إلى حرب أهلية وتسلب لبنان ارادته السياسية، وشق صف اليمن وتعمل على تدمير البحرين ونشر الفتنة، وتدس أنفها في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربية ومصر، ماذا بقي ولم تفعله ايران..؟!!
مثل هذا البلد بماذا نصفه، وكيف نصنفه هل هو شقيق كونهم يدينون بالدين الإسلامي، حتى وان حرفوه..؟!!
أم نعتبره صديقاً وهو يفعل كل شيء لتدمير أمن بلداننا وينسف استقرارنا ويقتل أبناءنا؟!!
أم نمتلك ناصية الصدق ونصفه بما يستحق الوصف، نظام عدو يشكل خطراً على أمننا وهويتنا.
نعم لنكن صادقين ونصف الموقف بحالته الراهنة، وهو ما يجب أن نواجهه بنفس الصدق والشفافية، فالحالة العربية تتطلب أن نواجه أوضاعنا وأن نستعد لمواجهة أعدائنا.
كل دارس للعلوم السياسية، وكل مطلع على القضايا الاستراتيجية يعي تماماً بأن هناك تغيراً في الموازين والمواقف وتحول اهتمامات القوى الدولية الكبرى وظهور اشارات عديدة من تقاسم للمصالح وإبراز قوى اقليمية على حساب قوى اقليمية أخرى، وهو ما يفرض علينا كعرب أن ندرس هذه التحولات ونحللها ونستعد لها، وبالذات دول الخليج العربية، الهدف لأطماع القوى الدولية والاقليمية الطامعة، فدول الخليج العربية عليها أن تحصن نفسها وتتكاتف لصد العدوان القادم عليها، والذي بدأت اشاراته تظهر لصاحب العين البصيرة، ويجب ألا تؤثر الخلافات ووجهات النظر البسيطة في تكوين جبهة قوية تستهدف المصلحة العليا لدول الخليج العربية حتى لا تصبح هذه الدول (سلعة) يتقايضها الأعداء الذين يقدمون أنفسهم بثياب الأصدقاء.