لأول مرة، وامتدادًا لاهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي العهد بتمكين المرأة السعوديَّة وفي سابقة فريدة من نوعها، شارك قسم السيدات بمكتب ديوان الاستشارات للمحاماة للمحامي د.ماجد الفهد في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 29» بإقامة ركن استشارات قانونية مجانًا في الجناح النسائي وتقديم برنامج توعوي حقوقي متكامل يهدف إلى نشر ثقافة الحقوق لدى أفراد المجتمع وزيادة الوعي القانوني للمرأة من منطلق النصوص الشرعية وربطها بالأنظمة المطبَّقة في المملكة، حيث يتم استقبال زائرات المهرجان من قبل 15 مستشارة شرعية وقانونية طيلة مدة المهرجان، بالإضافة إلى أنّه تَمَّ تقديم ندوة قانونية جماهيرية بعنوان: (اهتمام الأنظمة بالمرأة في المملكة العربيَّة السعوديَّة) التي قدمتها أ.غادة الزومان وأ.سارة الخثلان وأ.حنان الجعيدان.
وقد لاقت هذه الندوة ترحيبًا وتفاعلاً واسعًا لدى الحاضرات مما يعكس حاجة المجتمع لوجود مثل هذه المشاركات التوعوية. كما تَمَّ توزيع 22 مطوية توعوية قانونية، تعنى بحقوق المرأة في المجالات المختلفة كالمجال التجاري، الأحوال الشخصيَّة، العمل، التركات والأوقاف، التحرش الجنسي، الابتزاز، الأخطاء الطّبية، حماية المستهلك وحقوق المعوقين.
وتأتي هذه المشاركة استكمالاً لجهود مكتب ديوان الاستشارات للمحاماة ضمن مسؤوليته الاجتماعيَّة في رفع الوعي الشرعي والنظامي، التي يهدف من خلالها إلى إيجاد مجتمع يسعى لنشر العدالة بين أفراده ومعرفة أن الشريعة الإسلاميَّة تقف مع حقوق المرأة وأن جهود المملكة العربيَّة السعوديَّة وقادتها فعّالة ومستمرة.
وبسؤال المستشارة أسماء بنت عبد الله العجلان عن مدى تقبل السيدات للتوعية قالت: إن أغلب زائرات ركن الاستشارات المجانية بجناح مكتب ديوان الاستشارات للمحاماة رحبوا بالحملة التوعوية وأبدين إعجابهن متمنين تكثيف مثل هذه المشاركات وأن تمكن السيدات من حقوقهن وتوعيتهن بواجباتهن، وأن الحاجة باتت ملِّحة للتوعية القانونية.
وأضافت أن ذلك لم يقتصر على سن أو مرحلة عمرية مُعيَّنة ونحن كمستشارات ومن خلال خبرتنا العملية نعكف على غرس المبادئ الشرعية والقانونية التي تتفق مع الشريعة الإسلاميَّة بهدف حماية المرأة، ثمَّ أردفت المستشارة روان بنت محمد الدوسري بأن مشكلة السيدات السعوديات هي جهلهن بكيفية اكتساب حقوقهن وتعريف المرأة بحقها مطلب مهم، فثقافة المجتمع تحتم على البعض منهن الخوف من المطالبة بحقوقهن بسبب بعض العادات والتقاليد، فالمرأة لن تطغى على الرجل إذا أخذت حقها ولن تهمش دوره في المجتمع، بل على العكس تحمل عنه مسؤولية نفسها، وهو ما نقوم به من خلال مشاركتنا في هذا المهرجان، حيث جاءت لتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها من خلال تقديم الاستشارات القانونية المجانية والمطويات التي تعنى بحقوق المرأة في شتَّى المجالات من خلال تعاليم الإسلام السمحة التي كفلت للمرأة المسلمة حقوقها.
وقالت المستشارة رنا الموسى: إن العديد من السيدات كن يصبن بحالة ذهول عند سؤالها عن حقوقها التي أقرتها الشريعة الإسلاميَّة والأنظمة السعوديَّة، بل إن البعض كان يعتقد أن مصطلح حقوق المرأة هو مصطلح غربي دخيل على المجتمع متناسين أنه حقيقة إسلاميَّة في الأصل، قال الله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ). وهذا تأكيد على ذلك لكن ترجع مسؤولية هذا الجهل إلى الأفراد وإلى مؤسسات المجتمع المدني، التي يقع عليها عبء كبير في تثقيف وتوعية المجتمع بأهم الحقوق والواجبات ومحو الصبغة المجتمعية السائدة التي تسيطر عليها العادات والتقاليد فضلاً عن الأعراف التي تضاد الشريعة.
وبسؤال المستشارة الجوهرة بنت عبد العزيز: ما أغلب الاستشارات التي تصلكم قالت: أغلب الاستشارات التي تصلنا تدور حول مسائل الأحوال الشخصيَّة عمومًا وبالأخص القضايا الزوجية كالطَّلاق والفسخ والحضانة والزيارة والنفقة بالإضافة إلى ما يخص قسمة التركات والوكالات وشراء أو بيع العقارات والعقود والتعاملات التجاريَّة، كما طالبن الزائرات بإلحاح على إقامة محاضرات وندوات تعنى بهذه الموضوعات لزيادة الوعي والثقافة وللوقاية من الوقوع بإشكالات قانونية في المستقبل خاصة بعد اطلاعهن على سعي المستشارات بتقديم الندوات وورش العمل القانونية.
يذكر أن المستشارات كن يوجدن بالجناح قبل موعد الدخول بساعات لتجهيز المطويات التوعوية وتوزيعها على الحاضرات مع تقديم الاستشارات المجانية.
وأعربت العديد من الزائرات فخرهن بالمستشارات وتوعيتهن مع شكرهن لمكتب ديوان الاستشارات للمحاماة على تبنيه هذه الفعاليات والمشاركة بها.