مرثية الدكتور محمد بن إبراهيم المقحم في والدته رحمها الله:
فمان الله يا أطهر من الماء يا أعزّ الناس
فمان الله يا صدرٍ لأحد ما شال مثقالي
يفوق السلسبيل من الطّهارة وأنصع من الماس
ولا يعرف وش الشّحناء ولا للناس قد شالي
روينا منه وأسقانا زمان عروقنا يبّاس
وبلّ أرياقنا حلوَ الحليب بحاميَ اللالي
جمع ربّي بها العفّة ودين ويعربيّة ساس
وحلْم وطيب ولسانٍ يعاف القيل والقالي
ومدّة كفّها تعطي عطا من لا يهاب إفلاس
ولا في يوم قد قالت ترى ذي لك وهذا لي
بعدْك البيت يا يمّه وحيشٍ يجلب الوسواس
كِما اللي لا حياةٍ به تقلْ من ساكنه خالي
فمان الله وعيون الموادِع ما غفت بنعاس
من الضيقة جفاها النوم في ليلٍ ومقيالي
فمان الله وفراق الحبايب يكتم الأنفاس
تخلّي من كمل عقله يصيبه خفْ وهبالي
عزانا دامه المولى ترك فينا عصابة راس
أبوي اللي إذا صمّ الجبال تميل ما مالي
جعل يبقى لنا ذخرٍ هو العز وهوَ النّوماس
إذا كبرت تصدّى دونها ويحل الإشكالي
وأنا أرجي واحدٍ من لا دخلْ له ما دخلْه الياس
إلهٍ ما جعل حاجب على بابه ومرسالي
ألا يا رب جازي صبرها رغم المرض والباس
تشيل من الألم ما لا تطيق لشيله جبالي
وطهّر بالبرَدْ والثلج روح أمي من الأدناس
وتجعل قبرها روضة ونور وفيْ وضلالي
وتكسيها من السندس والإستبرق رداء ولباس
وضللها تحت عرشك وبالفردوس منزالي