مذيع الوجه الحسن نوعية من المذيعين الذين أصبحوا إعلاميين فقط لأنهم يملكون وجهاً جميلاً دون تاريخ أو خبرات خاصة في مجال العمل الإعلامي, هذا المذيع الذي يخرم الأذن في زعيقه وهو يتحدث باسمه «أنا لا أسمح وأنا لا أقبل وأنا لن أسكت» وذلك في معرض تقريره عن الحادثة التي حصلت في مكة مؤخراً بين رجل المرور وسائق مركبة وشقيقه والتي انتهت بضرب رجل الأمن للشاب, علماً أن القضية أحيلت للتحقيق وهي منظورة الآن والتفاصيل والحيثيات لم يبت فيها للآن.
أقول لهذا الوجه الحسن ومن على شاكلته من الذين يدعون المدنية والتحضر بقعقعة دون طحن أنه مثل هذه الحادثة التي لو حصلت في أميركا فإن رجل الأمن مصرح له بإطلاق النار فوراً وليس مجرد الدفاع عن نفسه بيديه, لأنه وكما علم من تفاصيل حادثة مكة فإن رجل المرور وأثناء كتابته للمخالفة كانوا الشباب في المركبة يقومون بتصويره بجوالاتهم وبالتأكيد في حالة حصولهم على المخالفة لم يكونوا يشكرونه ويؤكدون صحة مخالفته, وبالتالي فإن رجل المرور قد تعرض لضغوطات نفسية أثارته فدافع عن كرامته وكرامة بزته العسكرية. بغض النظر عن أي شيء فإن القضية الآن منظورة أمام التحقيق وعلى الإعلام الهادف الواعي أن يكون بناء في طرحه لا مزماراً مزعجاً يصب النار على الزيت, لا أعلم لمصلحة من يعملون ومن يخدمون بصناعتهم للإثارة خصوصاً ونحن نتحدث عن رجل الأمن, رجل الأمن خط أحمر لا يجوز تجاوزه والاستهانة بالتعامل معه فهو من ينفذ القانون وإن وصلنا إلى مرحلة أن نفقد فيها احترامنا له فإننا نفقد احترامنا للقانون وهنا دخلنا في عصر الغاب ويحق حينها للمذيع ذي الوجه الحسن أن يزعق ويعلن ماذا تسمح نفسيته وماذا لا تقبل, خصوصاً والأخ منزعج لماذا المشفى لم يسمح لكاميرا برنامجه الأسبوعي بالدخول والتصوير ضارباً بعرض الحائط الخصوصية ومقللاً من احترام أهل رجل المرور أنفسهم الذين يعلمون أن ابنهم يخدم الوطن ولا يأتمر إلا بأمر أولاة الأمر وليس بذوي الوجوه الحسنة.
شاء الله أن يكون زعيق الوجه الحسن في نفس اليوم الذي زار فيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية أسر شهداء الواجب الذين قضوا نحبهم في العوامية, لا أعلم كيف يمكن رسم المعادلة بين زيارة سموه لأسر الشهداء وبين تلك الحملة السخيفة, قد يدافعون عن أنفسهم إننا لا نعمم ولكننا نتحدث فقط عن حالة فردية, طبعاً تعليل غبي لأن رجل الأمن لم يذهب إلى بيت الشاب ويعتدي عليه بل كان يقوم بواجبه ولو أن الشباب احترموه واحترموا القانون لما حصل شيء. رجال قضوا نحبهم في خدمة وطنهم ومذيع ينظر ويسمح ولا يسمح وهو في استوديو مكيف يوجه رجال الأمن لما يجب ولا يجب.
نناشد المسؤولين وعلى رأسهم سمو وزير الداخلية بعدم التهاون بهذا الأمر وعدم الالتفات إلى زعيق هؤلاء الطبقة السطحية ممن امتهنوا الإعلام سعياً وراء الشهرة, بل وأطالب أن يقوم الشباب بالاعتذار على ممارساتهم, رجل الأمن بشر وسعودي دمه حار لا يقبل الإهانة من أحد خاصة أنه يقوم بواجبه, وأقول لهذا الوجه الحسن المنفعل والمنجرح كبريائه: انتبه يا ولدي فالعسكرية نار لاهبة خط أحمر لا تقرب منه فقل خيراً في وطنك أو اصمت.