إن الناظر لرؤى الجامعات ورسالاتها ليجد خدمة المجتمع ركيزة أساسية وأولوية قصوى من أولوياتها، ذلك أن الجامعات تدرك أهمية تنمية المجتمع وما تحتمه عليها المسؤولية والانتماء تجاهه.
وحينما يكون الحديث عن جامعة الجوف, تلك الجامعة الفتية, وما تقدمه للمجتمع من خدمات فإن المقام بنا يطول, والحصر علينا يصعب مع هذه الغرسة المباركة بأرض الزيتون والتمور التي ما لبثت أن أينعت لتأتي لنا بإحدى ثمار عهد خادم الحرمين الشريفين.
وحين نذكر ما نذكر وشهده المجتمع في شهرين ماضيين فقط في مسيرة ركضها الطويل، مع معالي مديرها أ.د. إسماعيل، فإننا نجد من ثمرتها المباركة وفرة عطاء وخير جزيل يكتب لها تاريخاً مشرفاً ومستقبلاً زاهراً لها ولمجتمعها.
في الأمس القريب نظمت الجامعة ندوة «الجامعة والمجتمع... بين الواقع والمأمول» التي جاءت استشعاراً منها للمسؤولية، مرسخةً مبدأ الحوار ومستثيرةً الحديث عن المنطقة واحتياجاتها ومتطلبات مجتمعها. جمعت الجامعة فيها ممثلي المجتمع المحلي والقائمين على إدارة برامجه الخدمية والإنتاجية لاستطلاع آرائهم والخروج برؤية واضحة حول ملائمة العملية التعليمية واحتياجات سوق العمل والمجتمع. هذه الندوة التي جاءت متزامنة مع منجز ثقافي من الجامعة لرواد الثقافة في المجتمع المحلي تمثل بإقامة معرض الكتاب الأول في جامعة الجوف وصل عدد دور النشر المشاركة فيه 50 داراً وجهة مشاركة ويعد ثالث أكبر معرض كتاب يقام في السعودية، وفق تصريح رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين السعوديين. أيضا واكبها افتتاح مكتبة الجامعة المركزية التي تضم 75 ألف كتاب في مختلف الفنون والعلوم، وعدداً ضخماً من قواعد البيانات والكتب الإلكترونية التي تتيح للباحث الاستفادة منها داخل الجامعة وخارجها.
ثم ما لبثنا طويلاً حتى وجدنا بركة ثمرتها مع ثمرة زيتون الجوف في مهرجانه السابع حيث جاءت مشاركة الجامعة فيه بجناح خاص قدمت من خلاله لزوار المهرجان خدمات صحية وفحوصات متنوعة وأبحاث أكاديمية لها عن الزيتون طيلة فعاليات المهرجان فضلاً عن توقيع الجامعة قبيلة لاتفاقية تعاون مع جامعة «جايين» الإسبانية والمتخصصة في مجال زراعة الزيتون للاستفادة من خبرات الأخيرة في أبحاث الزيتون ومشتقاته.
وما أن أعلن عن مهرجان تمور الجوف بنسخته الأولى حتى باركت الجامعة انطلاقته ووجدنا حلاوة ثمرتها مع «حلوة الجوف» في جناح خاص بالجامعة في المهرجان قدمت فيه الجامعة خدماتها الصحية المتميزة من فحوصات واستشارات وأبحاث علمية عن التمر وعناصره الغذائية ومراحل نموه وإحصاءات إنتاجه للزوار منذ بداية المهرجان وحتى انقضائه.
وليس هذا فحسب مع جامعة الجوف المباركة ببركة زيتون الجوف وتمره بل امتد عطاؤها ومسيرة ركضها لسباق الفروسية على كأس إمارة منطقة الجوف في العاصمة الرياض التي بادرت بمشاركتها التي تنم عن روحها الوطنية ممثلة بمشاركة فريق كليتها الطبية التطبيقية من أعضاء هيئة تدريس وطلاب وبإشراف مباشر من عميدها د. عبدالعزيز بن سليمان الشيبان حيث قدمت الجامعة خدمات صحية فريدة في ركن إمارة منطقة الجوف يتم من خلالها إجراء فحوصات متنوعة لأبناء الوطن من زوار الفروسية كما قدم الفريق أعمالاً توعوية وتثقيفية مواكبة لمستوى الحدث.
إن هذه الإسهامات التي نذكرها على عجالة والتناغم الجميل في وقت وجيز بين جامعة الجوف والمجتمع لهي دلالة واضحة على حجم الجهود المبذولة والاهتمام والرعاية من القائمين على المنطقة ككل وعلى رأسهم سمو الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز والجهود المضنية من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور إسماعيل البشري في سبيل تحقيق رؤية الجامعة ورسالتها في خدمة المجتمع ورقيه وتطوره.
خاتمة:
حُق لنا أبناء منطقة الجوف
الفخر بمسيرة جامعة الجوف