إن الفقير يعيش في دنياه في أرض شائكة قد ألفها واعتادها، فهو لا يتألَّم لوخزاتها ولذعاتها، ولكنه إذا وجد يومًا من الأيام بين هذه الأشواك وردة ناضرة طار بها فرحًا وسرورًا وأن الغني يعيش منها في روضة مملوءة بالورود والأزهار قد سئمها وبرم بها، فهو لا يشعر بجمالها ولا يتلذذ بطيب رائحتها، ولكنه عثر في طريقه بشوكة تألم لها ألمًا شديدًا لا يشعر بمثله سواه، وخير للمرء أن يعيش فقيرًا مؤملاً كل شيء، من أن يعيش غنيًّا خائفًا من كل شيء.