دعا عضو الدعوة والإرشاد بالرياض الشيخ عوض بن حسين الشهري أصحاب الفكر والجاه والرأي في محيط دوائر المجتمع المختلفة سواء كانت قبيلة، أو حيًا، أو جماعة، أو أسرة، أو نحو ذلك إلى الإسهام في القضاء على أي ظاهرة أو آراء وأفكار هدامة قد تضر بالمجتمع في أرواحه، أو ممتلكاته.
وأكد فضيلته على أثر المتصدر في الأحياء والقبائل والأسر على القضاء على الفساد العقدي والأخلاقي والإداري والاقتصادي وأنه ينبغي لأصحاب الجاه والمكانة أن يكونوا قدوة، وأصحاب فكر سليم، موافق للسنَّة، فإذا كان في تلك القبيلة والأسرة بعض المنحرفين في الفكر، في الاعتقاد أو الأخلاق، فينبغي لصاحب الجاه والمكانة أن يؤدي دوره في تصحيح ذلك الفكر المنحرف، فمن كان يدعو إلى الإلحاد أو ما يخل بالعقيدة من تكفير أو خروج على ولي الأمر أو سب العلماء أو استهزاء بالدين أو دعوة إلى تبرج أو السفور، أو الفساد الإداري والاقتصادي بنشر المعاملات الاقتصادية المحرَّمة، فإنه يوقفه عند حده ويبذل كل الجهود التي ترده للصواب وعندها يكون المجتمع متعاونًا على الإصلاح, ولا ينبغي أن يكونوا ممن قال الله فيهم: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} الأحزاب 67 ، بل يكون منارة هدى فإن فعلوا ذلك صلحت الأحوال بإذن الله.
وبيَّن عضو الدعوة والإرشاد أن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- فعل ذلك في الحديث الذي رواه البخاري في كتاب الفتن قال: «حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع، قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة» وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا بايع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه، ففي هذا الحديث دليل على الحزم مع المخالف ورده إليه، حتى لو ترتب على ذلك هجره ومقاطعته كما قال ابن عمر: (إلا كانت الفيصل بيني وبينه).
وانتهى فضيلته إلى القول: يا من رزقه الله منصباً، وجاهاً فاغتنمه في نصره الحق فو الله لتجدن عند ربك ما يسرك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } محمد 7 .