كان يوم الأحد السادس عشر من ربيع الآخر انطلاق الملتقى التوعوي الذي ترعاه جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تحت عنوان (ملتقى أثر المعلم والمعلمة في تحقيق الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية) والمقام في محافظة المجاردة خلال الفترة 16-19-4-1435هـ، وقد شاركت فيه بورقة عملٍ بعنوان (أسباب الانحراف الفكري والعقدي وآثاره) وشرف حفل انطلاق الملتقى بحضور محافظ محافظة المجاردة الأستاذ عبد الله بن سعد الرعيني ومدير جامعة الإمام معالي الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل، برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير.
ويعد هذا الملتقى التاسع الذي تقيمه جامعة الإمام محمد بن سعود في مناطق المملكة ومحافظاتها تحت إشراف وكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية بالتعاون مع عدة جهات أمنية وتربوية.
وتضم تلك الملتقيات العديد من البرامج التوعوية، والمحاضرات العلمية، واللقاءات التوجيهية، وورش العمل الفكرية، وتستهدف ركائز المجتمع المهمة وهم (المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات) في موضوعات مهمة تُعنى بشريحة مهمة وفاعلة في المجتمع.
ولا يخفى على من لديه أدنى سبيلٍ للاطلاع أن المجتمع بحاجة ماسة وأكيدة للتوعية الفكرية، والحصانة الدينية والأخلاقية، وترسيخ قواعد العقيدة الصحيحة، ووقاية أفراده من الأفكار الهدامة، والعقائد الفاسدة، والأخلاق المنحرفة، خاصة مع تداخل الحضارات، وارتباط التواصل الإلكتروني بين طول العالم وعرضه، مع انتشار بعض الأفكار المنحرفة التي تنتهك الدماء، وتتلف الأخلاق، ولم يكن شبابنا وبناتنا في عزلة عن العالم، ولذا نال بعضهم من شرار نار الفتن والمقالات الفاسدة والأخلاق المنحرفة ما نالهم، فوجب أن ننظر لهؤلاء بعين (العلاج والعناية) وننظر للآلاف الباقية بعين (الحراسة والوقاية) وهذا ما تسعى إليه جادة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولها اليد الطولى، وقدم السبق في هذا الميدان، وجهود معالي مديرها فضيلة الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل في تحقيق ذلك مشهورة مشهورة.
وللأسف أننا إذا نظرنا في تزايد عدد الجامعات، وكثرة عدد الدارسين والدارسات ثم نرى أن الكثير من الجامعات ليس لها من الجهد الظاهر الملموس في مكافحة الإرهاب والأفكار الهدامة، والاهتمام بالأمن الفكري -ليس لهم - من الجهد إلا القليل إن لم يكن المعدوم!
فأين رسالة التعليم الصادقة؟ وأين مواكبة التعليم لمستجدات العصر ومهماته؟
إنني أحلم بأن أرى بقية الجامعات تحذو حذو جامعة الإمام في تلك الجهود المشرفة، وتتضافر الجهود على (رعاية الطلاب والطالبات ووقايتهم) وعلى الاهتمام بالمعلمين والمعلمات وتطوير قدراتهم لمواجهة الانحراف الفكري.
وإن نسيتَ فلن أنس جهود وزارة الدفاع والطيران في لقاءاتها الدورية في (الأمن الفكري) وعقد الدورات التي تضم العديد من القطاعات العسكرية في برامج توعوية في تحقيق الأمن الفكري.
وهكذا يجب أن يكون لكل قطاع حكومي جهوده المتضافرة في التوعية والتوجيه، فما نحن في هذه البلاد إلا كالجسد الواحد، والله ولي التوفيق.