قالت أوكرانيا أمس الخميس إنها ستعتبر أي تحركات عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم خارج قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول عدواناً. ووجه أوليكسندر تيرتشينوف القائم بأعمال الرئيس هذا التحذير في البرلمان بعدما استولى مسلحون على مبنى الحكومة المحلية ومبنى البرلمان في القرم حيث يريد بعض الأوكرانيين من أصل روسي انضمام المنطقة لروسيا الاتحادية. وناشد تيرتشينوف قائد القوات المسلحة الأوكرانية موسكو الالتزام بقواعد اتفاق يسمح للأسطول الروسي في البحر الأسود بالتمركز في سيفاستوبول حتى 2042. وقال أمام البرلمان: أود أن أخاطب قيادة الاتحاد الروسي فيما يتعلق بالالتزام بالاتفاقيات الأساسية حول الوجود العسكري الروسي في جمهورية القرم التي تحظى بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول وعدم قبول انتهاك القوانين الأوكرانية على أيدي عسكريين من أسطول الاتحاد الروسي في البحر الأسود على الأراضي الأوكرانية. وأضاف: أدعو القادة العسكريين للأسطول الروسي في البحر الأسود على الأراضي الأوكرانية مطالبة جميع القوات بعدم مغادرة الحدود المحددة في الاتفاق الموقع، كما أن أي تحركات عسكرية خارج حدود هذه الأرض سنعتبرها عدواناً عسكرياً. أتت تلك التصريحات بعد سيطرة عشرات المسلحين صباح أمس الخميس على مقار حكومة وبرلمان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي والناطقة بالروسية جنوب وكرانيا ورفع الأعلام الروسية عليها. وصرح رئيس وزراء القرم أناتولي موهيليوف أن حوالى 50 رجلاً يحملون أسلحة حديثة وصلوا خلال الليل ومنعوا الموظفين صباح أمس الخميس من دخول المباني. وتابع أن السلطات المحلية تستعد لاتخاذ إجراءات من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأعلن وزير الداخلية الأوكراني بالوكالة أرسين أفاكوف من جهته عن وضع مجمل قوات الشرطة ومن بينها القوات الخاصة في حال استنفار. وأعلن أفاكوف على صفحته على موقع فيسبوك أن هذا الإجراء ومحاصرة قوات حفظ النظام حي البرلمان في سيمفروبول ترمي الى تجنب حمام دم في صفوف المدنيين وتطور الوضع الى مواجهات مسلحة. وتابع أن المحرضين يتحركون معتبراً أنه ينبغي الحفاظ على أعصاب باردة. وتشكل جمهورية القرم التي تقطنها أكثرية ناطقة بالروسية أكثر منطقة أوكرانية اعتراضاً على السلطات الجديدة التي نشأت في كييف بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش الأسبوع الفائت. وأفاد صحافي في سيمفروبول أن المسلحين حصنوا المباني وسط حصامن الشرطة. من جهته قال الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش أمس الخميس إنه لا يزال الرئيس الشرعي لأوكرانيا وإن الناس في المناطق الواقعة بجنوب شرق وجنوب البلاد لن تقبل الفوضى التي تسبب فيها زعماء اختارهم الغوغاء. ونقلت وكالات أنباء روسية عن بيان ليانوكوفيتش قوله إنه طلب من موسكو ضمان سلامته الشخصية. هذا، ولم يتضح أين يوجد يانوكوفيتش رغم أن بعض المؤسسات الإعلامية أشارت الى أنه في موسكو بعد فراره من أوكرانيا حيث أطاحت به قوى المعارضة في مطلع الأسبوع. وقال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ليس لديه معلومات ولا يمكنه التعليق على البيان. وعرض التلفزيون الروسي ما قال إنه نسخة من البيان. ونسبت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إلى مصدر قوله إن موسكو وافقت على ضمان السلامة الشخصية ليانوكوفيتش على الأراضي الروسية. ونسبت الى المصدر قوله فيما يتصل بطلب الرئيس يانوكوفيتش لضمان سلامته الشخصية أفيد بأن طلبه تمت الموافقة عليه على أراضي روسيا الاتحادية.