الجزيرة - محمد عبدالرحمن:
رغم تأييدنا للطريقة التي يعمل بها برنامج «بدون شك» الذي تواصل عرضه كل خميس MBC1 للزميل محمد الحارثي، ورغم أهدافه النبيلة بتسليط الضوء على نزاعٍ حياتيٍّ ما، قائمٍ على أرض الواقع، والسعي «الحثيث» لحلّه، إلا أن البرنامج استنساخ مكرر للنسخة الفرنسية «Sans aucun doute» التي يقدّمها الفرنسي جوليان كوربيه على قناة TF1، كما أن له نسخة عربية عبر قناة المستقبل اللبنانية وعنوانها «ع الأكيد» ويقدمها زافين قيومجيان.
ويقود مقدّم البرنامج، محمد الحارثي، في كل حلقة سلسلة من المفاوضات المباشرة بين جهتيْن متنازعتيْن أو أكثر، ويسعى لحثّهم إلى الوصول لحلٍّ يرضي جميع الأطراف، ويرافق الحارثي في تلك العمليات فريق قانوني يضمّ محامين من عدة اختصاصات، أما فريق الوسطاء والمفاوضين، فيضم 3 رجال وسيدتين يسعون للتقريب بين الأطراف المتنازعة وإيجاد صيَغٍ للتفاهم فيما بينها.
وخلال حلقات البرنامج، يتم التطرّق إلى مختلف الشؤون الحياتية: من قضايا الغشّ والنصب، إلى المنازعات العقارية والخصومات المالية، مروراً بمشاكل الأحوال الشخصية، وغيرها من القضايا التي لا تنفصل عن الواقع المعيشي.
حضور محمد الحارثي كان بمرتبة «ممتازة» من خلال الحضور الذهني وطريقة النقاش وإدارة الحلقة من كافة أطرافها، كما أنه بوابة «أمل» يطرقها كل من تقطعت بهم السبل لإيجاد حلول لقضاياهم، لكن مثل هذه البرامج «المعلّبة» التي تتقن اختيارها mbc تجعلنا نتساءل دوماً : ألا يوجد برامج جديدة بفكرة وتنفيذ محلي؟
أما وقد بدأ عرض البرنامج ولا مجال للتراجع عنه، فإننا نرغب مستقبلاً أن تبتكر mbc برامج جديدة ذات فكرة محلية، بدل البحث الدائم على النسخ العالمية للبرامج وتعريبها، وهو ما تفعله في الآونة الأخيرة القناة التي هي واحدة من أبرز المنصات الإعلامية العربية، وكلنا أمل ببرنامج مصنوع محلياً من ألفه إلى يائه.