جدة - عبد الله الزهراني:
انطلقت أمس الأربعاء فعاليات اليوم الأول للقاء للخطاب الثقافي السعودي بعنوان «التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية»، التي ينظمها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بمشاركة نحو (65) مشاركاً ومشاركة من العلماء والمثقفين والمثقفات والمهتمين بقضايا الخطاب الثقافي في المملكة، وذلك في مدينة جدة.
وفي بداية اللقاء رحب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، معالي الأستاذ - فيصل بن عبد الرحمن بن معمر في كلمة له خلال الافتتاح بالمشاركين والمشاركات في هذا اللقاء، متمنياً أن يسهم المركز في إيجاد مناخ حواري حضاري يسمح للجميع بالخروج بنتائج تلبي تطلعات المشاركين في هذا اللقاء، وتنطلق من مبادئ الحرص على العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية ووحدة الصف.
ورفع معاليه شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله -، على دعمهم لمسيرة الحوار ومسيرة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وقال إن اللقاء سيناقش أحد أهم وأكثر مواضيع الشأن الثقافي تأثيراً في وحدتنا الوطنية، وفي النسيج الاجتماعي، من خلال أربعة محاور رئيسة للقاء. كما ألقى نائب رئيس اللجنة الرئاسية معالي الشيخ راشد الراجح الشريف، كلمة الافتتاح وأكد فيها على أهمية هذا اللقاء في توحيد الصف ونبذ الانشقاق المبني على تصنيفات خارجة عن إطار العقيدة الإسلامية والثوابت الوطنية، مشيراً إلى أن الاختلاف لا يعني مطلقاً عدم الإيمان بالآخر ورؤيته في هذا الاتجاه وهذا ما يسعى مركز الحوار الوطني إلى ترسيخه من خلال عقد هذا اللقاء.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وسمو النائب الثاني، حفظهم الله، يؤدون الفكر النير البناء، ونحن في هذه اللقاءات نبلور هذه الأفكار حول ما يُسمى بالتصنيفات الفكرية وأثرها ومحركاتها وسلبياتها وكيفية مناقشتها، وتقديم النتائج للقيادة ولمتخذ القرار.
وأكد على أن موضوع التصنيفات من المواضيع التي لم تكن معروفة في السابق في المجتمع، وأن اللقاء الحالي هو امتداد للقاء السابع الذي عقد في الرياض، غير أنه في هذا اللقاء سيتم تناولها بطريقة مختلفة لإثراء هذا الموضوع الهام. ويهدف اللقاء إلى صياغة خطاب ثقافي سعودي مؤثر في الساحة المحلية والعربية، ضمن رؤية وطنية بعيدة عن محاولات الإقصاء والتحزب الفكري، من خلال الدعوة إلى الوسطية والحوار على مبدأ احترام الاختلافات وأفكار الآخرين وعدم التصنيف. وكذلك إلى تعزيز دور العلماء والمفكرين والكتّاب ومساهمتهم في ترشيد الساحة الثقافية والفكرية، والابتعاد بها عن المشاحنات والتعصبات الفكرية التي تؤدي إلى الانقسام والاختلاف، وكذلك لتحقيق أهدافه السامية لتعزيز الانتماء والإخاء والوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع.
ويأتي اللقاء تواصلاً مع اللقاءات الوطنية للخطابات الثقافية التي يعقدها المركز في كل عام، والتي يحرص المركز على تنويعها لمناقشة الجوانب والقضايا التي تمس الواقع، وتمس الحياة العامة، والقضايا التي يحرص المجتمع السعودي على مناقشتها وطرحها دائماً للبحث والنقاش لتبادل الرؤى للوصول إلى قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع، في إطار الثوابت الشرعية والوطنية. وخصص اللقاء الجلسة الأولى، والتي أدارها معالي الدكتور عبد الله بن عمر نصيف، نائب رئيس اللجنة الرئاسية للمركز، للحوار حول محور «التصنيفات الفكرية بين السلبية والإيجابية»، واستمع المشاركون والمشاركات إلى المداخلات التي طرحها المتحاورون والتي تركزت حول أن التصنيفات الفكرية ليست سلبية بمجملها في حال لم تكن تهدف إلى إقصاء الآخر، وأنها أداة هدم إذا استخدمت لتصنيف الآخر وإخراجه من دائرة الوطنية.
فيما خصصت الجلسة الأخيرة من لقاء اليوم الأول للحوار حول محور دوافع التصنيفات الفكرية ومحركاتها في المجتمع السعودي.
وسيستأنف المركز لقاءه صباح اليوم الخميس من خلال جلستين خصصهما للحوار حول انعكاسات التصنيفات الفكرية على السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكيف نعزز وحدتنا الوطنية في إطار التنوع الفكري في مجتمعنا السعودي.