إشارة لما نشرته (الجزيرة) بتاريخ 20 ربيع الثاني 1435هـ تحت عنوان حملة لنظافة الأحياء تحدث فيه الأخ عبدالله بن فهد الرضيان عن أكوام من المخلفات تخترق الأحياء السكنية وبجوار الوديان وفي المرافق والأراضي البيضاء ويدعو إلى حملة تماثل ما سبق أن قامت به الأمانة منذ 6 سنوات لنظافة الأراضي الفضاء من المخلفات. وهنا أضم صوتي لصوت الأخ عبدالله ولكنها حملة تكون على المتنزهات الوطنية خارج مدينة الرياض على تلك الكثبان الرملية في كل الاتجاهات، إذ إنها اليوم تئن من الأذى وتستغيث ممن لا يراعون واجب النظافة فيها وحقيقة أقول: ما أجمل تلك الكثبان الرملية تلك الكثبان الذهبية وما أحلى الجلوس بينها وقضاء أوقات يسيرة بين أحضانها لشرب فنجال من القهوة أو تناول وجبة غداء. وبتاريخ الـ 14 من ربيع الثاني 1435هـ تيسر لي أن أقضي وقتاً يسيراً بين كثبان تلك الرمال غربي الثمامة مع عدد من أبنائي وأحفادي. حقيقة أن تلك الكثبان تعتبر متنفساً جميلاً للأسر وخاصة من معهم أطفال فحالما تقف المركبة تجدهم يتسابقون للنزول إليها فرحين مبتهجين للهو بهذه الرمال الذهبية الجميلة، فهذا طفل يحفر وذاك يدفن والآخر يحمل كوماً من الرمل من مكان إلى آخر وأخوه أو أخته يحمل كوماً من شذرات الذهب بثوبه والأخرى تملأ علبة منه لتذروه وهي تمشي معجبة بانسيابه ولونه القشيب وها هم يتسابقون ويتضاحكون فرحاً ويرقصون طرباً حينما يتمرغون على تلك الرمال أو يتسابقون من المؤكد أن تلك الرمال وسيلة للهو واللعب لا مثيل لها ليست للأطفال فقط، بل للآباء والأمهات، فهي رمال لا تُمل ونظيفة لا تتسخ بها الملابس.. إلى هنا وكل شيء جميل ولكن ما هو غير الجميل هو أن مما يسيء ويحزن تلك المخلفات التي يتركها الكثير من الناس عند الرحيل حينما يقفلون منها عائدين إلى منازلهم يتركون أكواماً منوَّعة من مخلفات البلاستيك وأكياساً شتى وكراتين من الأوراق وأكواماً من مختلف الجوالين والعلب بمختلف الألوان والأحجام يتركونها بين تلك الكثبان لتقلب منظرها الجميل إلى قبح لدرجة أنك لا تجد مكاناً يروق لك عند رؤيته من بعيد وتحب أن تجلس فيه إلا وحين تصل إليه تراه مملوءاً بتلك المخلفات القذرة مما يعصر القلوب وتشمئز منه النفوس، فإلى متى نقبح متنفساتنا وإلى متى لا نعطي تلك المتنفسات المجانية شيئاً من الاهتمام؟ ومتى نقوم بواجب النظافة التي امتدحها ديننا الحنيف؟ بل جعلها من الإيمان؛ قال عيه أفضل الصلاة والتسليم: النظافة من الإيمان. إلى متى؟ ألا نسمع ونقرأ عن شيء اسمه الاهتمام بالبيئة ونظافتها وصحتها وهل من هبة شبابية ووطنية نقوم بها لتنظيف تلك الأماكن الجميلة والمهاجع الحلوة والمتنفسات الواسعة التي أعطانا إياها ربنا الكريم، والتي يتمناها الكثير من الأوطان، إني أهيب بالشباب للتعاون مع أمانة عاصمتنا بتنظيف تلك الكثبان الرملية الذهبية الغناء، حقيقة إنها أجمل من الغناء، هل من حملة شبابية تقوم بحمل رجال أو عمال النظافة على عرباتهم التي لا تهاب الرمال ليوزعوهم على تلك الأماكن واحداً بعد الآخر لتنظيف تلك الكثبان مما يؤذيها ويفقدها الجمال ولنراها بعد أيام ذهبية حقاً ومتنفسات رائعة ترد الروح حينما نراها بدون خدوش ولتكون للمتنزهين ولطالبي الراحة متنفساً حقيقياً يشتاق إليها واحدنا ويطيل الجلوس فيها ليمتع ناظريه بتلك الرمال الحمراء أليست تلك من أهم عناصر البيئة التي يجب الاهتمام بها، بلى وألف بلى ويا ترى هل سيجد ندائي هذا صدى واسعاً وتلبية عاجلة لا نريد مليونية، بل يكفينا ألفية، أو قل مئوية ولكن لحملات متتابعة مثمرة بعدها يتم وضع حاويات هناك لعلها تدفع المتنزهين إلى الأخذ بالحديث الشريف: النظافة من الإيمان. ولعل الحياء يقودهم إلى الاهتمام ببيئتهم من أجلهم ومن أجل أطفالهم فيجمعون مخلفاتهم بأكياسها ووضعها بالحاويات التي ستخصص لها، وإن اضطروا لنقلها معهم مسافة فلن يضيرهم أو يعجزهم ذلك أو يكلّفهم أتمنى ذلك وأطمع في تحقيقه.