في زمن كثر فيه الاستبداد بالرأي وانتشر فيه العبث والتلاعب، أجد نفسي أكتب وأتطرّق لموضوع أصبح بالكاد حديث الموظفين في القطاعات الحكومية في الوقت الراهن. البصمة، إنها البصمة، وأقصد بذلك السماح بتفعيلها في الدوائر الحكومية وخصوصاً في المدارس. نعم نحتاجها وبشدة وأطالب بها.
فما ذنب من يحضر باكراً إلى الدوام ليتساوى مع غيره من باقي الموظفين؟. على سبيل المثال: كنت مرة جالساً في غرفة المعلمين صباحاً فإذا بمعلم يتسارع بخطاه نحوي مقبلاً من الباب ليس كعادته. وإذا به يصرخ بوجهي ويقول لماذا؟ لماذا وقّعت حضورك في تمام السابعة؟ لماذا لم تكتب السادسة والنصف أو السابعة إلا ربعاً؟ أجبته في الحال - هذا هو النظام - استطرد بالحوار قائلاً بصوته العالي: أي نظام؟
أيضاً أود أن أتطرق لنقطة أخرى تكاد تكون هي الأخرى بذات الأهمية بالنسبة للتعليم ألا وهي الأسبوع الأخير من الدراسة وما أدراك ما الأسبوع الأخير! وأعني بذلك لم لا يتم تقليص أيام الدراسة بحيث لا نجد في نهاية المطاف - وكعادة سنوية - غياباً متكرراً من الطلاب خلال الأسبوع الأخير من الدراسة.
لن أطيل عليكم أعزائي القراء، باختصار، البصمة خطوة مباركة وسديدة لتحقيق العدل بين الموظفين وذلك لمعرفة المجد من المتهاون، المنضبط من المتكاسل. وإني أطالب وزارة التربية والتعليم ممثلة بقائدها ذو الرأي السديد سمو الوزير خالد الفيصل - حفظه الله- أن يتم تفعيل البصمة والاستهلال في مطلع العام القادم بتنفيذ هذه الخطوة العظيمة في سائر أرجاء وطننا المعطاء.