الجزيرة - ندى الربيعة:
أشاد عددٌ من وزراء الدول العربية ورؤساء اتحادات النقابات العمالية بالاهتمام الذي توليه المملكة بطرح قضايا من شأنها العمل على تذليل وإقصاء التحديات التي تواجه المجتمع العربي في موضوع التنمية والحماية الاجتماعية والحد من نسب البطالة، وقال وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية المغربي عبد السلام الصديقي لـ»لجزيرة» على هامش المنتدى إن تنظيم المملكة للمنتدى وغيره من المنتديات الكبرى ليس بالأمر المفاجئ لما تمتلكه من إمكانات وبنى تحتية وتطور متسارع وواسع وتنمية اقتصادية بحيث أصبحت من ضمن الدول العشرين، وهذا الواقع لا يشرف المملكة وحدها ولكن يشرفنا جميعاً كعرب كونها قوة اقتصادية يحسب لها شأن كبير على الصعيد العالمي وهي بمثابة أمان للعالم العربي، وأضاف بأن حجم الوفود المشاركة على المستوى الوزاري والدولي كالبنك الدولي ومؤسسات المجتمع المدني بلا شك سيدعم نجاح المملكة في تنظيمها للمنتدى، ونحن كشركاء أيضاً نعمل على المساهمة في نجاحه، كما أن الظروف المحيطة حولنا والوقت الذي أقيم فيه تدعم نجاحه - بإذن الله -.
وحول بلاده قال: تتسم الأوضاع في المغرب بالاستقرار السياسي والاجتماعي، ودليل ذلك حققنا في 2012 نسبة نمو تجاوز 3.9%، وفي العام 2013 حققنا نسب نمو بلغت 4.8% على خلاف ما يحدث في الدول الأخرى، إلا أن تداعيات الأزمة الدولية ألقت بظلالها على موضوع البطالة في المغرب، ولا سيما أزمة منطقة اليورو وعدد من الأزمات، ونسعى من خلال هذا المنتدى أن نعطي دفعة قوية للتعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارات البينية بين البلدان العربية، خصوصاً فيما يختص بتسهيل وتسيير وفود العمالة العربية بين بلد وآخر وفق احترام التشريعات العمالية والاجتماعية المعمول بها، ومتفائلون بأن يسهم المنتدى وبشكل إيجابي في تحقيق ما نتطلع له.
من جانبه قال لـ»الجزيرة» وزير القوى العاملة في سلطنة عمان عبد الله البكري بأن المنتدى يقام بحسب ما خطط له من جهات الاختصاص ويتجلى ذلك من خلال الجهود المقدرة والواضحة من قبل المملكة ممثلة بوزارة العمل بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة العمل العربية لإقامة المنتدى الثاني للتشغيل، واعتقد أنه جاء في وقت مناسب لما تحتاجه أسواق العمل العربية والخليجية وما يتم فيها من تغيير وتطور، وليست برأيي الدول العربية فقط التي تعاني من مشكلة البطالة بل جميع بلدان العالم تعاني من ازدياد أعداد الباحثين عن العمل وتطوير العلاقة بين طرفي الإنتاج وهم أصحاب الأعمال والعمال.
وامتدح الوزير العماني التنظيم العام للمنتدى ومن عدة جوانب حيث قال: المملكة تتميز دائماً في التنظيم الجيد للمؤتمرات والمنتديات الكبيرة ويتبين ذلك من خلال الجهود المبذولة التي شهدتها بنفسي ومن خلال مشاركاتي في عدة محافل تقيمها، وما نلمسه في هذا المنتدى فهو يُعبّر عن تنظيم متمكن ومتميز مع وضوح تناسق الجهات ذات العلاقة والشركاء في التنظيم، مضيفاً بأن للمملكة تجارب ناجحة في سوق العمل ولديها من المواضيع التي ستثري هذا المنتدى بالشكل الإيجابي وحتماً ستفيد الدول المشاركة على المستويين الخليجي والعربي، وتم انتقاء مواضيع ومحاور المنتدى بعناية من قبل الجهات المنظمة وهي بلا شك مواضيع مهمة في المرحلة القادمة.
من جهته بين فايز علي المطيري رئيس الاتحاد العام للعمال في دولة الكويت بأن العمل النقابي العمالي يلامس الكثير من هموم العمالة وقد حققت الكويت الكثير من المطالب وتعديل قوانين العمل ووضع المستحقات لمستحقيها ونبحث دائماً عن إيجاد بيئة عمل صالحة، كما أن المرأة تشغل حيزاً من الاهتمام.
وأوضح أن نسبة البطالة في العالم العربي وصلت إلى 20 مليون عاطل، وأضاف بأن الحكومات وجدت بأنه من الأفضل دعم المشاريع المتوسطة لأنها لن تستطيع بمفردها استقطاب الكم الهائل من أعداد البطالة ونوه المطيري بالتنظيم الجيد للمنتدى، وقال إن ذلك ليس بمستغرب على قيادة المملكة في تنظيم المحافل، فهي تلعب الآن دوراً كبيراً على مستوى الوطن العربي والخليجي، واعتبر المنتدى جاذباً من خلال الشعار والعنوان وهذا ما يتطلبه كل مواطن يطمح في الاستقرار.
فيما ذكر الجبالي المراغي رئيس الاتحاد العام لنقابات اتحاد عمال مصر بأن معدل البطالة في مصر ازداد بعد الثورة ما نسبته 6 إلى 7% وذلك لأسباب عدة مثل غلق المصانع والمنشآت من قبل أرباب العمل ولذلك البطالة تزداد شيئاً فشيئاً في سوق العمل.
وأضاف: نتوقع أن يساهم المنتدى في إزالة العراقيل وتذليل التحديات التي يواجهها سوق العمل في العالم العربي، ووجّه عظيم شكره إلى القيادة السعودية على تنظيم المنتدى والاستعدادات الهائلة له، والمتأمل لمجمل القضايا المطروحة فهي تلامس واقعنا الذي نعيشه في الوطن العربي.
إلى ذلك قال محمد الإدريسي نائب رئيس الغرف التجارية والصناعية في المغرب: نتمنى أن تتوج أعمال هذا المنتدى لخدمة الشريحة العاملة وهي التي يجب التركيز عليها فعلاً مع الاهتمام لمصالح أصحاب الأعمال وكل هذا يتم بإشراف قطاع حكومي حتى تستطيع الحكومات أن تجد نفسها في وضع ملائم ومريح وتتفادى الإشكاليات التي تحدث بين حين وآخر فيما بين قطاع الإنتاج والتشغيل.
وأضاف: أنا على يقين بأن هذا الملتقى سيتوج بالنجاح نظراً لمكان انعقاده في بلد كالمملكة التي تحرص كل الحرص في جميع منتدياتها ومؤتمراتها على أن لا تكون اللقاءات شكلية بل ذات نتائج، ونعلم بأن المملكة ستصل إلى نتائج حلول مرضية دائماً كما اعتدنا منها.
وقال الإدريسي بأن القطاع الخاص في المملكة يلعب الآن دوراً كبيراً ومستقبلاً سيرى نتائج إيجابية، والمتطلع إلى الوضع في دول العالم بشكل عام يلاحظ توجه عدد من الحكومات إلى ترك اقتصاداتها حسب العرض والطلب دون تدخلات حكومية ذلك مما يسهم في تنمية قطاع الاقتصاد، وبالتالي من السهل إيجاد فرص عمل ومشاركة القطاع الخاص.