جازان - أحمد حكمي - علي العمودي:
تشهد أروقة جامعة جازان نوعاً من الفرح الذي ينشر عبيره في كل المساحات، تجد عبقه من بعيد، حيث تأسرك الابتسامات الحالمة بمستقبل يحفه الأمل وأيادٍ تواقة للمشاركة في بناء الوطن.
هذه قراءة بسيطة في وجوه تملؤها السعادة ونفوس تتراقص أنفاسها على إيقاع نشوة الخطى نحو التفاني لرد الجميل لكل الأيادي الحانية وإلى القلوب التي أبكاها الخوف منذ الأبجدية حتى توقف أرقام المعدل التراكمي.
ولأن الاستثمار في الإنسان هو الأجدى أخذت الجامعة على عاتقها صحة الإنسان والبيئة كأولويات ترجمتها كلية الطب في طليعة مخرجاتها من الفتيات زافة أولى دفعاتها من الطبيبات الوطنيات كأول جامعة ناشئة يتحقق لها هذا الهدف الذي يصب في صالح الإنسان أولاً وأخيراً.
آل هيازع: تحقق حلم القيادة والمواطن
وأكد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور محمد بن علي آل هيازع سعادته وفخره بهذه المناسبة قائلاً: اليوم تحمل الأيادي الحانية مجس الطبيب ومبضع الجراح لتسهم في صحة الإنسان وتقدم هذا الوطن مما يجمع الفخر والفرح في قلب كل مواطن سعودي يرى فتيات وطنه يحققن أهدافهن الغالية وحلم القيادة والمواطن بإسهاماتهن المميزة بعد أن تهيأ للمرأة مناخات الإبداع لتؤدي دورها الطبيعي في ركب التنمية.
وأضاف معاليه: لقد جاء إنشاء كلية الطب في إطار اهتمام الدولة بالقطاع الصحي ودعم مؤسساته لتواكب التطور الملحوظ في المملكة ولمقابلة الزيادة الملحوظة في عدد سكانها مما استدعى توفير فرص التعليم والتدريب والتأهيل النوعي من خلال نشر التعليم العالي في أرجاء الوطن كافة. وتابع معاليه: سيحفظ التاريخ لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ما أنجز في عهده من انتشار ودعم لا محدود للتعليم العالي، إضافة إلى ما تحقق من خلال مشروعه الريادي للابتعاث الخارجي.
العقيلي: أول دفعة في تخصص الطب والجراحة
من جانبه قال عميد كلية الطب بجامعة جازان الدكتور حسين بن محمد عقيلي حول هذه المناسبة إن الجامعة تتحضر لتزف أول دفعة من خريجات كلية الطب في تخصص الطب والجراحة، وقد تزودن بأحدث ما توصلت إليه علوم الطب الحديث وتقنياته في المجالات الطبية الجراحية، واكتسبن مهارات متقدمة من خلال برنامج الجامعة للتدريب الخارجي في جامعات عالمية مرموقة مستفيدين من الشراكات المبرمة مع أشهر تلك الجامعات.
وبين الدكتور عقيلي أن عدد الخريجات 52 خريجة، قد التحقن بالكلية في العام 2008م ودرسن وفق منهج حديث ومطور، وهو المنهج المتكامل المعتمد على أعضاء وأجهزة الجسم، ذو التوجه نحو المجتمع بدلاً عن منهج الطب التقليدي.
طب جازان: مناهج تطبق في أعرق الجامعات العالمية
وأضاف الدكتور عقيلي إن كلية الطب في جامعة جازان تعد من أوائل الكليات في المملكة التي تتبنى هذا النوع من المناهج، قدوة بأعرق الجامعات العالمية ليحقق خريج هذا البرنامج فهماً شاملاً للأسس العلمية للعلوم الأساسية والسريرية بطريقة متكاملة، ويكتسب ويطور مهاراته وسلوكياته المناسبة لتمكينه من ممارسة الطب بكفاءة واقتدار.
الخريجات: بيئة أكاديمية مثلى قادتنا نحو التميز
شهد عبدالله عطاس، وفاطمة محمد مدخلي، ووجدان عمر المحب، وسهاد مهدي السروري تصدرن قائمة الخريجات بالمراكز الأُول: حمدن الله على توفقيه لهن وأثنين على ما حظين به من رعاية واهتمام طيلة مدة دراستهن.
حيث عبرت الخريجة الدكتورة العطاس عن سعادتها بتخرجها وقالت: مما زاد في سعادتي وغبطتي أن نحظى نحن الخريجات بهذه المشاعر الأبوية الحانية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان، الأمر الذي زاد سعادتنا في هذا اليوم الذي يعد نقطة تحول بالنسبة لي في الحياة، مقدمة شكرها لكل من شاركها فرحتها من أهلها وأقاربها.
فيما قالت الخريجة الدكتورة المدخلي: يحق لنا أن نفخر كأول الخريجات من كلية الطب في الجامعة التي عقد عليها مليكنا -حفظه الله- آماله لينال الجميع دعمه غير المحدود. وأضافت: يسعدني أن أهنئ أسرتي التي وقفت إلى جانبي طيلة سنوات الدراسة وسهروا من أجلي وأقول لهم ها أنا اليوم أحقق ما كنتم تحلمون به منذ صغري لأكون طبيبة تسعى لرد الجميل إلى هذا الوطن المعطاء.
أما الخريجة الدكتورة وجدان فقالت بالتأكيد: هي لحظات لا تنسى قضيناها على مقاعد الدراسة أو في معامل الكلية أو في المستشفيات خلال الفترة الماضية وما وجدناه من بيئة أكاديمية ساعدنا على التميز والتفوق، ونعد الجميع بأن نكون على قدر المسؤولية وأن نعمل بكل ما أوتينا من علم لخدمة المرضى والحفاظ على صحتهم.
وبينت الخريجة الدكتورة سهاد أن ما قدمته الجامعة من بذل وعطاء وتهيئة لكل السبل المشجعة من أجل تعليمنا أفضل تعليم هو في الأساس امتداد للدعم المتواصل لمليكنا خادم الحرمين الشريفين الذي منحنا الثقة لنكون دائماً وأبداً في مقدمة ركب النماء والتطور والنهضة لهذا البلد المعطاء، فكل الشكر له سائلة الله أن يطيل في عمره ويمده بالصحة والعافية.