يغادر عناصر المنتخب التونسي لكرة القدم تونس في اتجاه إسبانيا يوم 3 مارس المقبل حيث يلاقي في مباراة دوليَّة ودية منافسه المنتخب الكولومبي يوم الأربعاء 5 مارس، وستجرى المقابلة على أرض ملعب «كورليلا» بمدينة برشلونة الإسبانية وهو ثاني أكبر ملعب هناك وهو الذي يحتضن لقاءات «فريس إسبانيول برشلونة».
ويظل ملف اختيار مدرِّب جديد للسهر على حظوظ نسور قرطاج مسألة مؤجلة، حيث تَمَّ الاتفاق على قائمة أولية صلب اتحاد الكرة، تضم خمسة مدرِّبين منهم ثنائي تونسي هو سامي الطرابلسي مدرِّب السيلية القطري والمنذر الكبير المدير الرياضي للنادي الإفريقي.
إضافة إلى الاسمين المذكورين، تَمَّ اقتراح ثلاثي يحمل الجنسية الفرنسية ويتألف من المدرِّب السابق «روجي لومار» مدرِّب النجم الرياضي الساحلي حاليًّا و«هيرفي رونار» مدرِّب «سوشو» الفرنسي، إضافة إلى «جاك سانتيني» المشرف على فريق «أف سي باريس» الفريق الهاوي بالعاصمة الفرنسية.
الاختيار على الخماسي المذكور يعود إلى أسباب ماليَّة بدرجة أولى فملفات بعض الأسماء التي عرضت على أنظار مكتب الاتحاد عبر الوسطاء ووكلاء الأعمال لا يمكن التفاوض بشأنها. وهكذا تبقى الأزمة التي يعاني منها اتحاد كرة القدم حجر عقبة في طريق التعاقد مع أحد الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم ناهيك أن الاتحاد كان بصدد تعيين مدرِّب تونسي تبقى تكلفته في المتناول في ظلِّ رفض وزير الرياضة السابق تقديم الاعتمادات الكافية.
بعض المصادر المقرَّبة من اتحاد الكرة تقول بأنَّه بالنظر إلى اللائحة الأولية يمكن التأكيد أن أول المرشحين لتدريب المنتخب هو الفرنسي «جاك سانتيني» الذي يعيش أسوأ فترات مسيرته التدريبية خاصة وأنه صار مدرِّبا لفريق هاو في العاصمة باريس وذلك بعد أن ظلَّ عاطلاً عن النشاط لفترة طويلة.
«سانتيني» الذي تلقبه الصحافة الفرنسية بـ«الرجل الغامض» يبدو قريبًا من خلافة «رود كرول» فهو مرحب بالقدوم إلى تونس ومتحمس لقيادة منتخبها أولاً للعودة إلى دائرة الأضواء بعد أن لفه النسيان وثانيًّا أن العمل في تونس بالذات قد يكون فرصة لإنقاذ مسيرته التي تعيش موتًا سريريًّا.
ولعل الطريف في المسألة هو أن الفرنسي رفض في سنة 2008 عرض اتحاد الكرة التونسي لتدريب المنتخب حيث أصر على أن يكون مساعده فرنسيًّا فضلاً عن الاختلاف بخصوص موعد المباشرة ليعيد التاريخ نفسه بعد ست سنوات لكن بتواضع أكبر من الفرنسي سببه تردي مستواه وتدنِّي سمعته في عالم المدرِّبين. إلا أن تاريخ «سانتيني» الذي أصيب بضربة عين لا يمكن أن يخفي سجَّل نجاحاته الكثيرة حيث كانت أبرز تتويجات «الرجل الغامض» هي كأس الرابطة الفرنسية 2001 وبطولة فرنسا 2002 مع ليون وكأس القارات مع المنتخب الفرنسي فضلاً عن تتويجه بجائزة أفضل مدرِّب فرنسي تلك التي تسندها مجلة «فرانس فوتبول».
ويذكر محبو الكرة الدوليَّة أن «سانتني» يملك في الحقِّيقة، سجلاً حافلاً حيث يعود له الفضل في صناعة نجم «أولمبيك ليون» الذي توَّج معه ببطولة فرنسا موسم 2002 بعد موسمين ناجحين دعي في أعقابهما إلى خلافة «روجي لومار» المبعد بعد نهائيات كأس العالم في ذات السنة. مسيرته مع منتخب فرنسا تُعدُّ الأبرز في تاريخ منتخب الديكة إِذْ حقق معه 22 انتصارًا و4 تعادلات وهزيمتين في 28 مباراة آخرها أمام منتخب اليونان (بطل تلك النسخة).
ولا يستبعد المهتمون بالشأن الرياضي أن يَتمَّ تعيين المدرِّب التونسي والمحلل الرياضي نبيل الكوكي في خطة مدرِّب مساعد لسانتيني، خصوصًا أن تجربته كمدرِّب تسمح له بلعب دور ضمن الإطار الفني ناهيك أنَّه درب ثلاثة من أعرق النوادي التونسي هي النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي والملعب التونسي فضلاً عن تجربة خاطفة في الجزائر منيت بالفشل.
الحسم على الصعيدين لم يتم بعد لكن بحسب ما تسرب من كواليس آخر اجتماع لمكتب اتحاد الكرة التونسي، فإنَّ النيّة تتجه لتعيين «سانتيني» مدرِّبا أولاً والكوكي مساعدًا له.