أقر مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أمس السبت بالإجماع قرارا لدعم وصول المساعدات الإنسانية في سورية، يتضمن تهديدا باتخاذ «خطوات إضافية» في حالة عدم الالتزام بما ورد به ويطالب بالسماح بتدفق المساعدات عبر الحدود، ويدين انتهاكات حقوق الإنسان من الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة.
وأيدت القرار روسيا والصين اللتان كانتا تحميان الحكومة السورية من استصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي ضدها طوال الحرب الأهلية المستمرة منذ ثلاث سنوات. وكان البلدان استخدما حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات قرارات تدين الحكومة السورية وتهددها بعقوبات محتملة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون للمجلس «كان ينبغي ألا تكون هناك ضرورة لهذا القرار. المساعدة الإنسانية أمر لا يقبل التفاوض .. إنها أمر يجب السماح به بحكم القانون الدولي.» وأضاف بعد التصويت «مما يصيبني بصدمة شديدة أن الجانبين يستخدمان المدنيين كتكتيك حرب.» ويطالب القرار الأمين العام للأمم المتحدة برفع تقرير إلى المجلس خلال 30 يوما بشأن تطبيق القرار و«يبدي استعداده لاتخاذ خطوات إضافية في حالة عدم الامتثال».
ويقول دبلوماسيون إن روسيا لن توافق على الأرجح على أي خطوة ضد حكومة الأسد إذا ثبت عدم التزامها بالقرار. وتقول الأمم المتحدة إن 9.3 مليون شخص يحتاجون للمساعدة وإن أكثر من 100 ألف قتلوا في الحرب الأهلية في سورية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 136 ألفا قتلوا منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد في مارس - آذار 2011 .
وجاء في النص «يطالب القرار كل الأطراف خاصة السلطات السورية بالسماح فورا لوكالات الأمم المتحدة وشركائها المنفذين بإدخال المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون إعاقة بما في ذلك عبر خطوط الصراع وعبر الحدود». كما طالب أيضاً «كل الأطراف بالوقف الفوري لجميع الهجمات ضد المدنيين وكذلك وقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بما في ذلك القصف المدفعي والجوي مثل استخدام القنابل البرميلية وأساليب الحرب ذات الطبيعة المسببة لإصابات غير ضرورية ومعاناة ليس هناك داع لها».
ميدانيا نفذ الطيران الحربي السوري أمس السبت سلسلة غارات على بلدة يبرود ومحيطها في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق، وعلى منطقتي حلب ودرعا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وأوضح المرصد أن «خمسة مواطنين استشهدوا بينهم سيدة وابنتها وطفل جراء إصابتهم في قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في قرية فافين» في محافظة حلب، مشيرا إلى سقوط عدد من الجرحى أيضاً لم يعرف عددهم.
من جهة ثانية قال المرصد «ان الطيران الحربي نفذ غارات جوية عدة على مناطق في جبل مار مارون قرب مدينة يبرود وفي محيط بلدة راس العين في القلمون والجبال المحيطة ببلدة رنكوس». كما أشار إلى إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة في محيط يبرود التي تعتبر آخر نقطة تجمع رئيسية في القلمون لمقاتلي المعارضة.