حضرت مرات كثيرة لمباريات كرة القدم بين النجمة والعربي وهما قطبا الرياضة في عنيزة ولاشك، وبينهما تنافس رياضي كبير كما هو التنافس بين أي ناديين رياضيين يقطنان مدينة واحدة، وتنتهي كل المباريات التي شهدتها نهاية هادئة مطمئنة دون فوضى أو شغب؛ سواء بين أفراد الفريقين أو الجمهور الرياضي الذي يشهد المباريات، وفي ذلك نقاط إيجابية تحسب للفريقين أفرادا وللجمهور المساند لهما، وقبل ذلك وبعده لإدارة الناديين التي تقف وراءهما من حيث الوعي الكبير والاتزان المتعقل حتى وإن فاز أحدهما على الآخر، فلم يحدث تشنج من الطرف الآخر أو هيجان من جماهيره؛ لأن الثقافة والوعي وتقدير الأمور عوامل تضبط إيقاع الأفراد وتهدئ من انفعالاتهم، وهم بذلك يرفعون شعار العقل الواعي والنضج الكبير تحت عنوان (لا للتعصب.. نعم للوعي), إن التنافس الحاد الذي يفضي إلى الكثير من المشكلات ويتسبب في الكثير من الأذى ويلقي بظلاله على الطرقات والشوارع هو تنافس أرعن لا يعكس قلة في الوعي فحسب، بل هو جهل بالثقافة الرياضية وعدم إدراك لمضمون الحكمة القائلة ((ابتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر), لقد ضرب الكثيرون ممن ينتسبون للميدان الرياضي كبارا وصغاراً أروع الأمثلة في الأخلاق وسجلوا مواقف كبيرة في تهدئة انفعالات الكثيرين من جمهور ولاعبي الفرق المتبارية، يعجبني الكثير من اللاعبين وهم يقدمون دروسا في الأخلاقيات الكبيرة كما تعجبني تلك السلوكيات الجميلة في الكثير من مدرجات الأندية التي تخرج بعد هزيمة فرقها دون أن تثير فوضى أو سلوكا مضطربا، تعجبني الكثير من السلوكيات الحسنة التي تضبط الانفعالات وتعكس صورة جيدة عن المنتسبين للرياضة لنضجهم العقلي وحسهم الوطني، وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.