يحتفل العالم في 7 ديسمبر من كل عام بيوم التطوّع العالمي، وذلك من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى زيادة الوعي بالخدمة التطوّعية. ودعم مفهوم التطوّع وإبراز من يقومون بتلك الأعمال لتشجيعهم وتحفيز الآخرين للقيام بالعمل التطوّعي.
وجدت في المستشفى هذا اليوم لوحة كبيرة توضح أهمية هذا اليوم وأن التطوّع هو أحد أساسات هذا الدين الحنيف كما قال تعالى في كتابه: {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}. معرفين العمل التطوّعي بأنه عمل غير ربحي وغير وظيفي يقوم به الفرد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين وذلك من دافع ديني أو زيادة الخبرات أو شغل أوقات الفراغ. ووجود مثل هذه اللوحة في مكان خدمي مثل المستشفى من الضرورة بمكان لأهمية التطوّع للمحتاجين من المرضى. ولذلك فإن الحفاظ على نظافة المكان والاعتناء بمرافقه الخدمية والحفاظ على الهدوء وعدم الإزعاج وعدم خلق المشاكل، أقول إن ذلك كله من عمل الخير والذي أرى أنه في أحيان كثيرة أفضل من التطوّع.نطمع كثيراً أن نرى أعمالاً تطوّعية تلبي احتياجات الكثيرين من المحتاجين في المجتمع، وفي المقابل أكون محبطاً جداً عندما أرى سلوكيات بعض الناس تجاه بعضهم وتعمد الإساءة وتخريب الصالح ونشر الطالح، حتى أخفض في قراره نفسي من سقف أمنياتي من العمل التطوّعي إلى الاكتفاء عن كف الأذى.
يزور البعض ذويهم المرضى في المستشفى وبدلاً من أن يكون متطوّعاً لعمل الخير مع مريضه أو غيره من المرضى، يصبح مصدراً للتخريب والفوضى والإزعاج. يحاول تخريب الأثاث والكتابة على الجدران وخلق الفوضى والدخول في غير وقت الزيارة وإيذاء الأطباء والممرضات وعمال النظافة وحراس الأمن. واستخدام المواقف المخصصة للمعاقين والوقوف أمام البوابات الرئيسية للمستشفى مثل الطوارئ، وغير ذلك من السلوكيات السيئة التي ليست من ديننا ولا عاداتنا ولا إنسانيتنا.
هناك.. في الدول المتقدمة.. يتنافس الناس على عمل الخير والتطوّع لخدمة بعضهم البعض كل حسب قدراته ووقته وعمره. يحاول كل متقاعد أن يصبح عضواً فعَّالاً في المجتمع فيستغل فراغه وخبراته في خدمة المجتمع تطوّعاً وكذلك المحامي والمهندس والطبيب وغيرهم لخدمة الناس بالمجان تطوعاً وحباً لعمل الخير. نحن أهل للخير فلنكف أذيتنا عن الناس ونتطوّع لله لخدمة خلقه. قال صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس).