أوصى المشاركون في الملتقى السنوي الخامس للمتخصصين في مواجهة ظاهرة المخدرات، الذي انطلقت فعالياته صباح أمس بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، وتنظمه أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالشراكة مع المجمع ومع كلية الصيدلة بعنيزة، بأن يتم النظر للإدمان بصفته مرضاً بحاجة لتدخلات علاجية، من ضمنها استخدام الأدوية الحديثة المساعدة، وأن يتم تشكيل لجنة مكوَّنة من اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ومن وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء والجمعية السعودية للطب النفسي لدراسة إمكانية استخدام الأدوية الحديثة المساعدة في علاج الإدمان، مثل السبكسون والميثادون والبيوبروفين؛ لتعمل وفق خطة عمل مناسبة، وتشرف على أعمالها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
وبلغ عدد المشاركين في الملتقى الذي ناقش «الأدوية المساعدة في علاج الإدمان: الميثادون والبيوبروفين والسبكسون» أكثر من 200 مختص في مجال علاج الإدمان ومواجهته.
وأكد الدكتور خالد الجضعي، الأمين العام المساعد للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، أهمية الشراكة بين الجهات كافة لما فيه تطوير برامج المكافحة للمخدرات على الأصعدة كافة. منوها بالتعاون بين أمانة اللجنة الوطنية ومجمع الأمل وكلية الصيدلة بالقصيم في تنظيم الملتقيات الهادفة.
من جانبه قال المدير التنفيذي للمجمع الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني إن المختصين في المجمع يعنيهم كثيراً مناقشة مثل هذه المواضيع التي تتعلق بتطور العلاجات النفسية وعلاجات الإدمان، سواء الدوائية أو غيرها.
وأوضح مدير الدراسات والمعلومات باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدكتور سعيد بن فالح أن هناك تردداً من قِبل كثير من الدول في تبني منهجيات علاج جديدة، وقبول أدوية حديثة لعلاج الإدمان، نظراً لعوامل عدة، منها ارتفاع التكاليف الاقتصادية ووجود معايير صارمة على مراقبة بعض الأدوية، فضلاً عن حداثة بعضها. مشيراً إلى أنه لا مانع من جعل هذا الملتقى متخصصاً في مجال التعرف على الأدوية الحديثة المساعدة في علاج الإدمان وما يحيط بها من دراسات تبيّن مدى سلامتها وفاعليتها.
وقد انطلق البرنامج العلمي للملتقى بجلسته الأولى، التي رأسها الدكتور عبدالله الشرقي الاستشاري في علاج الإدمان، وتحدث فيها الدكتور فيصل الزكري عن الاتجاهات الحديثة في علاج الإدمان، وعرَّف خلالها الإدمان بأنه مرض انتكاسي. كما تحدَّث الدكتور رسلي إسماعيل من ماليزيا عن أمان وكفاءة عقارَي الميثادون والبيوبروفين للمدمنين، وبدأ باستعراض مرض الإدمان في ماليزيا ومدى انتشاره.
وفي الجلسة الثانية التي شارك فيها الدكتور مهدي أبو مديني رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي تحدث الدكتور أحمد الميمان عميد كلية الصيدلة بجامعة القصيم عن تفعيل العلاج بعقار الميثادون، وتحدثت الدكتور منى الصواف استشارية الطب النفسي بمستشفى الملك فهد بجدة وخبيرة الأمم المتحدة لعلاج إدمان النساء عن علاج السبكسون من ناحية الأمان والفاعلية.
وفي الجلسة الثالثة عقدت حلقة نقاش بمشاركة الدكتور مهدي أبو مديني والدكتور أسامة الإبراهيم والمختصين والخبراء في القطاعات الحكومية وعلاج الإدمان.
وهدف الملتقى إلى جمع الخبراء الوطنيين في مجال علاج الإدمان، واستعراض أحدث العقاقير المستخدمة في علاج الإدمان، والتركيز على استعراض الاتجاهات الحديثة في علاج الإدمان ومعرفة نتائج البحوث عن أمان وكفاءة عقارَي الميثادون والبيوبروفين للمدمنين، وكذلك عقار السبكسون، واستعراض محاذير استخدام العقاقير الحديثة على المستوى المحلي، وصياغة التوصيات المستقبلية لاستخدامات العقاقير الحديثة لعلاج الإدمان على بعض المواد.
ويأتي هذا الملتقى امتداداً للقاءات السنوية التي تنظمها أمانة اللجنة الوطنية، والتي تعنى برفع مستويات المعارف والمهارات وتبادل الخبرات بين المختصين، من خلال طرح المواضيع الحيوية والمبادرة بوضع التوصيات، وإقامة المناشط التفاعلية التي تزيد من قوة عمليات المواجهة مع ظاهرة تعاطي المؤثرات العقلية.