فيلادلفيا - عبد المحسن المطيري:
بقالب سينمائي كليشيهي تقليدي معلب يقدم فيلم «Saving Mr. Banks» أو «إنقاذ السيد بانكس» قصة حقيقية حدثت في حياة مؤسس عالم ديزني وأحد أهم الاستوديوهات في هوليود ومن أهم صناع الأفلام في تاريخ السينما الرسومية، وهو والت ديزني، وسبق أن نال والت ديزني العديد من الجوائز السينمائية ويحمل الرقم القياسي في الأوسكار كأحد أكثر الفائزين في تاريخ الأكاديمية.
الفيلم يقدم لنا خطين من الناحية الزمنية للسيناريو، الخط الأول عبارة عن فلاش باك لقصة الكاتبة البريطانية «بي ال ترافيس» الحقيقية مع والدها مدمن الخمر الذي يعاني من مشكلة التعامل مع عائلته، تستلهم الكاتبة طفولتها التراجيدية وتنعكس على مشروعها السينمائي مع والت ديزني وذلك بكتابة سيناريو مبني ومقتبس من رواية ناجحة من نفس الكاتبة بهدف تحويلها لفيلم سينمائي روائي وغير رسومي بطلب ملح من الكاتبة للمنتج والت ديزني.
تسافر الكاتبة البريطانية «بي اي ترافيس» من مقر إقامتها في العاصمة البريطانية لندن إلى مدينة لوس انجلوس في العام 1961 وهو نهاية العصر الذهبي لأفلام ديزني، والهدف من الرحلة كان من أجل لقاء المنتج والمخرج والت ديزني من أجل الإشراف على مرحلة كتابة نص الفيلم المقتبس من روايتها، ويواجه الاثنان صعوبات وتحديات في تحديد صيغة المشروع وطريقة تنفيذ الفيلم السينمائي المزمع تنفيذه في ولاية كاليفورنيا.
للفيلم خطاً زمنياً عبارة عن فلاش باك لقصة الكاتبة «بي اي ترافيس» الحقيقية، يعاني هذا الفلاش باك بمستوى فاضح من التدهور الأدائي على مستوى التمثيل، مشاكل سينمائية ضخمة على مستوى البناء الدرامي للشخصيات، أيضاً مستوى الميلودراما يبدو زائفاً ومسرحياً، والأهم «السلق الإنتاجي» على مستوى التصوير والديكور الأزياء.
برأيي كان الفيلم من الممكن أن يكون أفضل وأذكى من دون استخدام الفلاش باك الذي يعتبر ضعفاً إن لم يتم تنفيذه بالشكل السليم.
مشكلة الفيلم الرئيسية التي يواجهها بنظري أن شركة الإنتاج للفيلم هي استوديوهات ديزني نفسها والتي تعاني دائما من الضعف في البناء الدرامي والتنفيذ في الأفلام الروائية التي تنتجها في مقابل الأفلام الرسومية خصوصا التي تنتج عن طريق فرع استديو بيكسار.
ما جعل الفيلم بنظري قابل للمشاهدة هو الأداء الجبروتي للممثلة المخضرمة البريطانية أوما ثورمان التي ساهمت بشكل أساسي في إنقاذ الفيلم من الفشل الذريع والذي أكده الأداء الباهت للطاقم خصوصا الأمريكي منه على رأسهم توم هانكس، الذي لا يستطيع الخروج من شخصيته الحقيقية، والأداء المتواضع والمحبط بصراحة من الممثلين الثانويين خصوصا الطاقم الذي كان مع الكاتبة لمساعدتها في كتابة السيناريو. بقي أن نشير أن الممثل «بول غوماتي» كان بأدائه المتوازن بمثابة حفظ ماء الوجه لطاقم التمثيل الأمريكي الذي بدأ بالانحدار في السنوات الأخيرة لدرجة أن العديد من المخرجين أصبحوا يستعينون بممثلين من دول أخرى تتحدث الإنجليزية مثل «كريستيال بيل، شيواتال إيجيوفور» مع آخرين.
خسر الفيلم باستحقاق ترشيح أفضل ممثل مساعد لتوم هانكس أمام مجموعة من الأداءات الأخرى الباهرة هذا العام كما لم يتم ترشيح الفيلم لجائزة أفضل فيلم في الأوسكار وأفضل نص على الرغم من توقعات البعض، وأيضا خسر الفيلم الجائزة المستحقة للترشيح في نظري وهي أفضل ممثلة رئيسية لاوما ثورمان.
ونال الفيلم ترشيحاً يتيماً ووحيداً وهو جائزة أفضل موسيقى الذي حتماً لن يناله في حفل جوائز الأوسكار مطلع شهر مارس القادم في حسم واضح لصالح الموسيقى الطليعية لفيلم «جرافيتي».