جاءت الشريعة ببيان حقوق الخدم وتنظيم العلاقة بين الخادم والمخدوم، فعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللّه تحْتَ أيْدِيكُمْ. فَمَنْ كَانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مما يأكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِما يَلْبَسُ ولا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ فإنْ تكلَّفوهُمْ فأعِينُوهُمْ «. (متفق عليه).. وعندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً، قالت أم سليم رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا غلامي أنس يخدمك؛ فقبّله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمره آنذاك عشر سنين، فخدم رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فقال: (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف قط، وما قال لشيء صنعته لمَ صنعته ولا لشيء تركته لمَ تركته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقاً، ولا مسست خزاً ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكاً قط ولا عطراً كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم).
فمن حق الخادم على مستخدمه أن يطعم خادمه مما يطعم، وأن يلبسه مما يلبس، وألا يكلفه ما يغلبه وإلا أعانه عليه، إما بنفسه، أوبأجراء آخرين، وأن يسكنه فيما يسكن، أو في سكن يقيه الحر، والبرد، والمطر، وأن يعطيه من الأجر ما يناسب عمله ومجهوده، وأن لا يسبه، ولا يشتمه، ولا يضربه، وأن يحسن معاملته ويكرمه، وأن يتجاوز عن خطئه وتقصيره، وأن يخصَّ الخدم المسلمين بعناية ورفق أكثر من غيرهم، وأن لا يظلم غير المسلمين، بل ينبغي أن يدعوهم إلى الإسلام بسلوكه الحسن، ومعاملته الطيبة، ولا ينفرهم ويبغضهم في الإسلام بسلوكه، فالدين المعاملة.