رحلة العمر مهما طالت رحلة عبور، والحياة كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ظل شجرة، يستظل بها الإنسان ثم يتركها، وخير هذه الرحلة ما كان في طاعة الله، والدي، وشيخ أسرتي آل أبو حيمد ناصر بن عبدالعزيز أبو حيمد رحل عنا يوم الجمعة 14-4-1435هـ عن عمر يناهز ثمانين عاماً، قضاها في طاعة الله، وفي بناء أسرته، ودعم حمولته وعشيرته، وتطوير بلده عودة سدير، ولد رحمه الله في عودة سدير عام 1355هـ، وأصيب بداء الجديري وعمره سبع سنوات، حيث فقد بصره، مع أن هذا البلاء جاء مبكراً في عمره، وقبل أن يتعلم من الدنيا شيئاً، إلا أن ذلك لم يؤثِّر على قوة شخصيته، ونفاذ إرادته، وقدرته على التحصيل والتعلّم، درس علوم القرآن في بلده عودة سدير ثم انتقل إلى الرياض عام 1374هـ، حيث تتلمذ على يد سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله-، ثم التحق بالمعهد العلمي بالرياض عام 1378هـ وبكلية الشريعة بالرياض وتخرّج منها قاضياً عام 1385هـ وفضّل التدريس على ا لقضاء، حيث عيّن مدرساً في معهد النور للمكفوفين بالأحساء عام 1386هـ، ثم انتقل بعد سنتين إلى معهد النور بالرياض، وانتقل إلى وزارة المعارف عام 1398هـ، حيث عيّن مدرساً في متوسطة العليا، وفي عام 1399هـ انتقل إلى الحرس الوطني، حيث درس في مدارس أبنائه إلى أن تقاعد عام 1414هـ، وكان خلال دراسته وعمله مدرساً يراجع الوزارات بالدوائر الحكومية مثل وزارة المواصلات (النقل) ووزارة المعارف ووزارة البلديات، ووزارة الزراعة والمياه لتوفير احتياجات بلدة عودة سدير، كما كان يمارس تجارة الاستيراد والتصدير والبيع والشراء مع أخويه أعمامي عبدالله وعبدالرحمن في الرياض، ثم ركّز جهوده في السوق المالية مستثمراً فيها، له من الأبناء أربعة عبدالعزيز، وفهد، وأحمد، ومحمد الذي توفي في حادث قبل والده وبنتين.
اتصف - رحمه الله- بالتقوى والصلاح، وبالوطنية والحماس لوطنه الأم المملكة العربية السعودية، ولمنطقته منطقة سدير وبلده عودة سدير، ولحمولته آل أبو حيمد، كما عرف بالكرم والشهامة والمروءة والخلق الرفيع، لقد فقدنا برحيله قائد سفينة ملهماً، ومعلم حياة، مجرباً، وأباً حنوناً كما فقدت أسرتنا بموته - رحمه الله- رجلاً من رجالاتها، وعلماً من أعلامها، وكان شيخاً لأسرته تأهيلاً وتطبيقاً. رحم الله والدي وفقيد أسرتي وأسكنه فسيح جناته. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ .