غرقت اوكرانيا في حمام دم أمس الخميس مع سقوط أكثر من60قتيلاً في كييف بحسب المعارضة التي اتهمت قوات الامن باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. وعلى وقع هذه المأساة وافق الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هذا العام وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون عشرة ايام. وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك للصحافيين أمس الخميس: ان وزراء خارجية الترويكا الاوروبية حصلوا من يانوكوفيتش على الاتفاق. وقال(تم الاتفاق مع يانوكوفيتش على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة هذا العام وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في غضون الايام العشرة المقبلة). وكان ثلاثة من وزراء الاتحاد الاوروبي قد وصلوا على وجه السرعة إلى اوكرانيا في محاولة لفرض تسوية. والوزراء الثلاثة الذين اوفدهم الاتحاد الاوروبي بشكل طارئ الى اوكرانيا هم وزراء خارجية كل من فرنسا لوران فابيوس والمانيا فرانك فاتر شتانماير وبولندا رودوسلاف سيكورسكي وقد وصلوا أمس بعدما اوقعت دورة اولى من اعمال العنف اندلعت الثلاثاء28قتيلاً لترتفع بذلك حصيلة القتلى الى اكثر من100قتيل في غضون ثلاثة ايام. وفور وصولهم اجرى وزراء الترويكا الاوروبية محادثات مع كل من الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة. وبينما كانت الترويكا تبذل مساعيها لوقف اعمال العنف في هذا البلد كانت العاصمة تشهد مواجهات ولا سيما في وسط كييف في ساحة ميدان ساحة الاستقلال التي يحتلها منذ ثلاثة اشهر انصار المعارضة. وهذه المواجهات الدموية هي الاولى من نوعها منذ20عاماً في دولة متاخمة للاتحاد الاوروبي. وقال المسؤول في الاجهزة الطبية التابعة للمعارضة سيافوتسلاف خانينكو لوكالة فرانس برس ان اكثر من60متظاهراً قتلوا لقد قتلوا بالرصاص. من ناحيته قال المجلس البلدي هناك حتى الان 67 جثة في جهاز الطب الشرعي مشيرا الى ان هذه الجثث هي لمتظاهرين سقطوا بين الثلاثاء والخميس. ودارت المواجهات التي شهدها وسط العاصمة خصوصا بين متظاهرين متشددين تسلحوا بعصي وسلاسل معدنية وحجارة اضافة الى قنابل حارقة وقوات مكافحة الشغب التي ردت باستخدام الرصاص المطاطي والقنابل المسيل للدموع ولكن الشرطة استخدمت ايضا الرصاص الحي من بنادق الكلاشنيكوف بحسب ما اكد شهود عيان ووسائل اعلام وشريط فيديو نشر على الانترنت. وفي حين اكد اطباء من انصار المعارضة ان القتلى من بين المتظاهرين سقطوا برصاقناصة ردت وزارة الداخلية بالاعلان عن انها بالفعل اصدرت قرارا أجازت فيه لقوات الامن اطلاق النار وفقا لما تنص عليه القوانين ولكنها اكدت ان اطلاق النار لا يكون الا دفاعاً عن النفس. وردا على هذه التطورات اتفق وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي على منع تأشيرات الدخول وتجميد ارصدة الاشخاص الملطخة اياديهم بالدماء في اوكرانيا كما اعلنت وزيرة خارجية ايطاليا ايما بونينو في ختام اجتماع طارىء في بروكسل. وكانت الأزمة قد بدأت في نوفمبر الماضي بعد انسحاب يانوكوفيتش من التوقيع على اتفاقية الانتساب مع الاتحاد الأوروبي وسعى بدلا من ذلك إلى توثيق العلاقات مع روسيا التي قدمت قروضا لأوكرانيا تصل إلى15مليار دولار.