صرح متحدث رئاسي في جنوب السودان أمس الخميس أن ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط مقسمة بين القوات الحكومية وقوات المتمردين بعد تصاعد المعارك الذي هز أسواق النفط العالمية. وهاجم متمردون موالون لنائب رئيس جنوب السودان السابق ريك مشار يوم الثلاثاء ملكال الواقعة على أطراف حقول النفط في ولاية أعالي النيل مما فجر أعنف اشتباكات منذ أن وقع الجانبان اتفاقا لوقف إطلاق النار في 23 يناير كانون الثاني. ويضغط المجتمع الدولي بشدة على حكومة جنوب السودان والمتمردين لوقف القتال وبدء الجولة الثانية المؤجلة من المحادثات غير أن دبلوماسيين يشككون في التزام أي من الطرفين بإنهاء الصراع مع تبادل الجانبين للاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وارتفعت أسعار النفط العالمية جزئيا بسبب الصراع واضطرار جنوب السودان قبل الجولة الأخيرة من القتال لخفض إنتاجه من النفط بنسبة 20 بالمئة إلى 200 ألف برميل يوميا تضخ كلها من أعالي النيل وأيضا بسبب الاضطرابات في ليبيا. وقال المتحدث الرئاسي في جنوب السودان اتني ويك اتني لرويترز الليلة الماضية «بلدة ملكال مقسمة الآن بين القوات الحكومية والمتمردين.» وأثارت الاشتباكات التي دارت هذا الأسبوع في ملكال الواقعة على النيل الأبيض على بعد 650 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة جوبا مخاوف على أمن الحقول والمنشآت النفطية في أعالي النيل. وتبعد ملكال حوالي 140 كيلومترا عن مجمع بالوج النفطي الذي يضم منشأة رئيسية لمعالجة النفط الخام بعد أن توقف الإنتاج في بنتيو المجاورة في وقت سابق من الصراع. وأكد أحد موظفي المساعدات أن المتمردين يسيطرون على مناطق حول مجمع الأمم المتحدة في ملكال حيث لجأ عشرات الآلاف من المدنيين وحول المطار. ويقول المتمردون إنهم يسيطرون على ملكال بالكامل. وألقت أعمال العنف الأخيرة شكوكا على جولة ثانية مقررة من محادثات السلام التي تأجلت بالفعل بسبب مطالبة المتمردين بالإفراج عن أربعة سجناء سياسيين تحتجزهم جوبا وانسحاب القوات الأوغندية من البلاد. وقالت وزارة الشؤون الخارجية الأوغندية يوم الثلاثاء أن القوات الأوغندية قد تنسحب أو تعيد الانتشار بعيدا عن البلدات المضطربة في غضون شهرين إذا قدمت الدول الإفريقية قوات بديلة خلال ذلك الوقت وهو سيناريو يقول محللون إنه غير مرجح. وقتل آلاف الأشخاص ونزح ما يربو على 800 ألف عن ديارهم منذ اندلع القتال بسبب صراع على السلطة بن الرئيس سلفا كير ومشار نائبه السابق الذي عزله من منصبه في يوليو تموز.