منصور: الشعب الفلسطيني لا يزال ينتظر وفاء المجتمع الدولي بتعهداته

رام الله - بلال أبو دقة - رندة أحمد - الجزيرة:

صرح المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير «رياض منصور»، في كلمته أمام مجلس الأمن: إن الشعب الفلسطيني لا يزال ينتظر وفاء المجتمع الدولي بتعهداته، وألا يكون استثناء من القاعدة، ولكن أن يكون مثالاً لتحقيق الحرية والسلام والعدالة من خلال سيادة القانون.. وقال السفير منصور: إنه يمكن القول بدقة إن حالة قضية فلسطين هي حالة غير مسبوقة لانعدام سيادة القانون، وقد فشل مجلس الأمن الدولي بتنفيذ قراراته لأكثر من 46 عاماً لمنع استعمار الأرض الفلسطينية ولوقف المحاولات المستمرة لتغيير وضع مدينة القدس، وهي مدينة ذات أهمية دولية، وقد أدى فشل الامتثال لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه وفشل مجلس الأمن في تطبيق القانون إلى خلق بيئة الإفلات من العقاب ما يسمح لدولة الاحتلال الإسرائيلي أن تواصل العمل فوق القانون.

وأشار السفير منصور في كلمته الأربعاء، خلال المناقشة المفتوحة بشأن النهوض بسيادة القانون وتعزيزها في سياق صون السلم والأمن الدوليين إلى أن التحدي الذي يواجه دولة فلسطين هو أن مجلس الأمن كثيراً ما يحمي الأقوياء دون الضعفاء، وهو ما يتضح في أن إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) تواصل استعمار الأرض الفلسطينية، وتستمر في ممارساتها غير القانونية، وارتكاب جرائم حرب مما يقوض التنمية في دولة فلسطين وإمكانية تحقيق السلام، وكذلك مصداقية النظام القانوني الدولي.

وأردف السفير الفلسطيني أنه في حالة قضية فلسطين، فإن عدم سيادة القانون الدولي أدى إلى فشل مزمن في تحقيق السلام، وزاد من حدة الصراع والمعاناة البشرية، مؤكداً أنه من دون تحقيق العدالة لا يمكن أن يكون هناك سلام.

وتابع منصور: إذا أردنا أن ننجح في مسعانا لبناء وترسيخ ثقافة القانون يجب علينا أن نضمن أن الاحتلال الإسرائيلي سينتهي، وحل الصراع سيتم على أساس القانون، وأنه بالنسبة لقضية فلسطين فإنه لم يتم تهميش القانون فحسب بل تم تجاوزه وتم تجاهل حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وانتهاك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني بشكل منهجي ولا سيما حقه في تقرير المصير.

في غضون ذلك اجتمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء في العاصمة الفرنسية باريس مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «جرى خلال الاجتماع بحث تطورات العملية السلمية، استكمالاً لمفاوضات السلام الجارية؛ إذ من المقرر أن يجتمع الرئيس عباس مع الرئيس الفرنسي اليوم الجمعة».

والتقى الرئيس عباس بالوزير كيري ووزير الخارجية الأردن ناصر جودة لبحث اتفاق الإطار.. وبحسب الأنباء فإن الاجتماع الثلاثي بحث اتفاقية الإطار المنتظر أن يطرحها الوزير الأمريكي في محاولة منه لتمديد فترة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية - جين ساكي: «نحن في مرحلة مهمة في المفاوضات، نعمل فيها على تضييق الفجوات بين الطرفين للاتفاق على إطار للمفاوضات، وهو وقت مناسب لقضاء بضع ساعات في الاجتماع مع الرئيس عباس والتحدث معه بخصوص القضايا الجوهرية».

في السياق ذاته أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم بسبب تصريحات أدلى بها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، هدد من خلالها بالعمل على تعزيز المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية - ماري هارف: «نحن بالطبع تشعر بالقلق إزاء التصريحات التي أدلى بها كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات».

وأضافت هارف: ألمح مسؤولون أمريكيون أن كيري شكا عريقات خلال لقائه في باريس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس الأول الأربعاء بالقول «لقد قلنا على الدوام إنه من المهم لخلق جو إيجابي وقف الهجمات الشخصية، وبصراحة تامة غير مفيدة، وأن هذه الأنواع من التعليقات هي مخيبة للآمال، وأنها غير مفيدة، خصوصاً عندما تكون قادمة من شخص مشارك في المفاوضات».