كثير من أسماء مسابقات الشعر التي لم تُبنَ على أساس يخدم الشعر كما ينبغي - من منظور نقدي احتكاماً لنصوص الشعراء - تبخرّت وكأنها لم تكن لأسباب يطول شرحها منها: أن كثيرا من الشعراء والمُتسابقين ليس في جعبتهم شعر مُبهر يأخذهم لصفوف الشعر الأمامية ليكونوا في مصاف الشاعر نايف صقر أو الشاعر مساعد الرشيدي أو الشاعر فهد عافت الذين لم تقدمهم مسابقات، أو مهرجانات، أو تلميع إعلامي، أو شراء أصوات متابعين في تويتر، أو أمسيات وواسطات مُخرجات المسابقات وغيرها، بل قدمتهم (القصيدة وهي سيدة الموقف) في التنظير والتصنيف وقبول الناس، بل والبقاء في تاريخ الذائقة الرفيعة.
لهذا لم تستطع بعض أو أكثر الأسماء التي قدمتها بعض المسابقات وبعض المهرجانات منافسة أسماء الشعر النخبوية الكبيرة المشار إليها، وهذا مؤشر فحواه أن الاحتكام لجماهيرية الشاعر هو (للقصيدة) ولن تُجدي نفعاً التصاريح الإعلامية المثيرة أو (يوتيوبات خالف تعرف) أو محاولة طرح ما يلفت الناس من خلال الصفحات الخاصة بتويتر، كل هذه وما سواها مما هو على شاكلتها من التصرفات والحيل المكشوفة لا تعدو كونها زوبعة في فنجان لهذا مهما استمات منتهجوها لن تضيف لهم وفي النهاية (لا يصح إلا الصحيح) وهو ما وصل إليه واقع الساحة الشعبية كحالة ماثلة للجميع لا تحتاج لتوثيق لأن الأدلة تتحدث عن نفسها وهي ملء السمع والبصر ولكن وبشكل موضوعي بحت واحتكاماً للنصوص الشعرية بعيداً عن أي شخصنة ومع بالغ الأسف (ليس كل رائج محترم) وهذه الحقيقة المؤلمة لبعض مخرجات مهرجانات ومسابقات الشعر هي ما جعلتهم يراوغون عن الحقيقة يميناً ويساراً بتصرفات واهية بلغة -لعل وعسى- أن يكون لهم مخرج من مأزق الأضواء المتنوعة الذي لم يضف لشاعريتهم وإن لَمَّع إلى حين حضورهم الهلامي ولكن هذا الحضور يشبه حضور التلميذ في المدرسة لا بد أن يكون الاختبار في النهاية هو مؤشر التفوق أو الإخفاق وهذا الامتحان باختصار هو الشعر والوسيلة الوحيدة للتفوق أو الإخفاق فيه هي القصيدة - من منظور نقدي- وهي التي أحرجت في الاحتكام إليها شاعرية الكثير من الشعراء - من مخرجات بعض المسابقات والمهرجانات في الشعر- وهذا درس قاس ولكنه مفيد في الوقت نفسه، ليعتبر منه جيل الشعر القادم، فالبهرجة شيء والشعر الحقيقي شيء آخر ليس له بها أدنى صلة.