كشفت صحيفة هآرتس العبرية عن لقاء سيجمع وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في باريس اليوم الأربعاء، وذلك في محاولة لإقناعه بالتوقيع على وثيقة الإطار التي تعتبر أساساً لاستمرار المفاوضات بين الجانبين. وأضافت الصحيفة العبرية أن هذا اللقاء لم يكن على جدول أعمال وزير الخارجية الأمريكي الذي أنهى زيارته مؤخراً إلى جنوب شرق آسيا ووصل إلى أبو ظبي لإجراء محادثات.
ونقلت صحيفة هآرتس عن وزارة الخارجية الأمريكية ومسئولين فلسطينيين تأكيدهم على عقد هذا اللقاء .
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن لقاء الوزير كيري بالرئيس عباس سيسبق وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك اوباما في البيت الأبيض بعد أسبوعين، حيث يسعى الأمريكان لإقناع الطرفين بالموافقة على الوثيقة قبل نهاية مارس المقبل وذلك بهدف تمديد المفاوضات على أساسها. وكان قد استقبل الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الأول الاثنين، بمقر الرئاسة الفلسطينية ، السيناتور الأميركي عن الحزب الديمقراطي تيم كين، والسيناتور المستقل انجوس كينج، بحضور القنصل الأميركي العام مايكل راتني.. وأطلع الرئيس عباس الوفد الأمريكي الضيف، على آخر مستجدات العملية السلمية، والجهود المبذولة لتحقيق السلام. وأشاد الرئيس عباس ، بالجهود التي يبذلها الجانب الأميركي لدفع عملية السلام، مؤكدا حرص الجانب الفلسطيني على إنجاحها لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
من جهة اخرى جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده على ضرورة أن يعترف الفلسطينيون بـ»إسرائيل كدولة يهودية».. وأضاف «يجب أن يعترف الفلسطينيون بيهودية دولة إسرائيل».. وقال نتنياهو «مساء الاثنين» في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الامريكية المنعقد في مدينة القدس المحتلة: «إنه لا توجد حجة للفلسطينيين تمنعهم من ذلك في الوقت الذي يتوقعون فيه من اسرائيل الاعتراف بدولة الشعب الفلسطيني».. وتابع نتنياهو: إنه بدون الاعتراف الفلسطيني بيهودية دولة إسرائيل، لن يكون هناك سلام حقيقي. مشددا على أن وجود قوة دولية في الأغوار يعد كلاما فارغا.. وأعرب نتنياهو عن تقديره للجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» في محاولته لإبرام اتفاق مع الفلسطينيين.
وصرّح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال استقباله 300 طالب من طلبة الجامعات والكليات الإسرائيلية ونشطاء سلام وسياسيين إسرائيليين في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بأن الجهد من أجل السلام ليس رفاهية، إنما هو لبناء مستقبل متين قوي؛ ولذلك يجب ألا نضيع هذه الفرصة، وألا ندعها تضيع من بين أيدينا.. وأضاف الرئيس الفلسطيني «إذا أرادت إسرائيل أن نعترف بيهودية الدولة فليذهبوا إلى الأمم المتحدة، وليطالبوا بقرار دولي ليغيروا اسم دولتهم».
إلى ذلك توغلت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح امس الثلاثاء شرقي بلدة خزاعة بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ونفذت عمليات تجريف واسعة في المكان وسط إطلاق قنابل دخانية كثيفة في المكان للتغطية على عملية التوغل.. وبحسب مصادر الجزيرة فإن اربع جرافات عسكرية تصاحبها دبابات توغلت في المنطقة وشرعت بأعمال تجريف في المنطقة.. واجبرت قوات الاحتلال المزارعين على ترك اراضيهم بعد قيامها بإطلاق عشرات القنابل الداخلية في المنطقة.. كما رفعت قوات الاحتلال منطاداً عسكرياً جديداً للتجسس والرصد الاستخباري شرق حي الفراحين القريب من مكان التوغل، فيما شوهد انتشار موسع لآليات مدفعية داخل الشريط الحدودي.
فيما ذكر موقع «والا» الاسرائيلي مساء الاثنين أن البنك الأكبر في ألمانيا «دويتش بانك» فرض مقاطعة تجارية على بنك «هبوعليم»– العمال، الذي يعد من أكبر البنوك الإسرائيلية، ضمن قائمة سوداء أعدها للمستثمرين في قناة استثمار أطلق عليها القناة «الأخلاقية».. وأعربت مصادر مسئولة في إسرائيل عن اعتقادها أن سبب هذا الإجراء يعود لنشاطات البنك الإسرائيلي في المستوطنات.
وأضاف الموقع الإخباري الاسرائيلي أن البنك الألماني وضع في قائمة المقاطعات أيضا شركات تطوير الألغام، والشركات المساعدة في تصنيع السلاح النووي وشركات أخرى تعاني من المشاكل «الأخلاقية».
ويعتبر «دويتش بانك» أحد أكبر البنوك وأهمها في العالم، وتخشى أوساط مالية إسرائيلية من اقتفاء العديد من المؤسسات المالية العالمية بنظام «تشفيره»، بما في ذلك تصنيف قوائم للشركات غير الأخلاقية من ناحية مالية. ونقل الموقع عن مسئول إسرائيلي مطلع على قرار البنك الألماني قوله : إن الخطر لا يكمن في التأثير المباشر للقرار حاليا، ولكن من المخاوف بتحول هذا النوع من التصنيف إلى «موضة» عالمية على المدى البعيد.