ما أن خطف الفنان السعودي إبراهيم الحكمي لقب (سوبر ستار العرب) من بيروت سنة 2006م حتى سار «راضياً» نحو دهاليز فنية مجهولة أرادها لنفسه، ولم يُلزمه بها أحد.
إبراهيم الحكمي رغب برضى نفسه أن ينحدر نحو «الفشل» والضياع الفني، وأراد لنفسه أن يكون صفحة ضاعت في زحمة الغرور الفني، وما استوعب أن الصوت الجميل وحده لا يكفي.
كان الهم الوحيد لإبراهيم الحكمي أن يُنقص من وزنه الزائد، فأخذ من وقته وجهده، وحين أراد العودة وجد الجمهور قد انتفض من حوله وغادره، ربما إلى غير رجعة، والطبيعي أن ينظر الفنان لفنه بعينيه سواء كان وزنه زائداً أو العكس.
حين يرضى فنانٌ يملك صوتاً جميلاً، ويقف على أرضية «طربيَّة» صلبة، لنفسه أن يُغني «ترش رش» فهو إمَّا أن يرمي موهبته وتأريخه (القصير) عرض الحائط، أو أنه يريد التمسك بقشة مهترئة انعكست سلباً عليه، وارتدت.
نقول دوماً، ويقول غيرنا إن الفن ليس موهبة وحدها، بل هي منظومة إذا اختل ركن منها ضاع وتهاوى البقية، لذا فإن موقف إبراهيم الحكمي اليوم، مأزوم فنياً، وهو في طريق «التنحي» عن جادة الطريق بعد أن تنبأ له الجميع بمستقبلٍ مبهر، وكنّا هنا من الذين فعلوا ذلك حتى سميناه بـ«الوحش».
الجميع حاول دعم إبراهيم الحكمي، وتقديم عناصر النجاح له، وتذليل كافة العقبات له، لكن عقلية الانفراد برؤية «ضيّقة» ساهمت وأسهمت بخسارتنا لواحد من أبرز الأصوات السعودية. يجب على إبراهيم الحكمي التريث قليلاً قبل خطوته القادمة، لأن ربط اسمه بأغنية «سخيفة» لا يليق، وليته كان صاحبها، لكنه التقفها من أصواتٍ «مخجلة»، فإما أن يعود كما يريد الفن «المهذّب» أو يواصل مسيرة الاحتضار الفني.