في الثمانينيات الميلادية كتب أحد الزملاء في صحيفة «المسائية»، التي كانت تصدر عن مؤسسة الجزيرة الصحفية، عنواناً رياضياً جاء فيه (فريق يغتال فرحة فريق). فأغضب هذا العنوان الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إذ استثارته كلمة (يغتال)، وطلب عدم تكرار مثل هذه الكلمات؛ إذ كان يراها غير مناسبة على الإطلاق؛ فقد تسبب الاحتقان، وتثير الأنفس، وتسبب الشحناء بين أنصار الأندية..!
لقد عادت بي الذاكرة إلى الوراء، واسترجعت ما حدث ذلك الزمن، وكيف كان أمير الرياضة والشباب يسيِّر الأمور آنذاك بحسن قيادته وحنكته - رحمه الله - حتى استطاع حينما كان ممسكاً بزمام الأمور أن يخفف من الاحتقان الرياضي، ويقودنا نحو آفاق واسعة في عالم الرياضة والشباب، حتى سجلت الرياضة السعودية أفضل النتائج وأروعها، وقادنا - رحمه الله - للحضور المشرف قارياً ودولياً. وقد أصبحنا نتباكى على ذلك المجد الرياضي التليد بعد أن تاهت خطانا، وانحصرت إنجازاتنا بالتراقص على أنغام التعصب للأندية داخل دور التعليم، وكرسنا القنوات الفضائية للمزيد من الاحتقان والعنصرية والتعصب حتى باتت معول هدم بدلاً من أن تكون معول بناء.. ولجان تتخبط في قراراتها هنا وهناك، ولم يعد بمقدورنا إلا أن نقول: رحمك الله يا فيصل بن فهد رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته.. وأحسن الله عزاءنا في رياضتنا السعودية.. فقد اغتالوا كل شيء من بعدك..!
خسوف الهلال للعام الثالث!!!
للعام الثالث على التوالي يفشل فريق الهلال في تحقيق بطولة الدوري، بالرغم من أنه المرشح الأقوى لتحقيقه في كل عام.
هذا الأمر يتطلب دراسته بعناية فائقة من قِبل أصحاب القرار في نادي الهلال. هذه الإشارة أو هذه المقدمة لا شأن مباشراً لها بتدريب سامي الجابر لفريق الهلال هذا الموسم؛ فرأيي يتعلق بغياب الهلال لثلاثة مواسم، وليس لموسم واحد!!
ما يحدث للهلال في بطولة الدوري شبيه بما جرى له في البطولة الآسيوية التي يخوضها كل موسم بوصفه مرشحاً قوياً، لكنه يخرج خالي الوفاض في كل مرة. وأخشى ما أخشاه أن يتكرر الحال في بطولات الدوري المحلي؛ إذ ليس من المنطق أن يخسر الهلال بطولة مهمة للعام الثالث على التوالي، بالرغم من أنه يملك أدوات النجاح والتفوق.
إذاً، لا بد أن ثمة خللاً كبيراً وراء ما يحدث للهلال في المواسم الأخيرة. لن أجتهد وأقول هذا هو السبب أو ذاك؛ ففي الهلال رجال قادرون على رصد الخلل وعلاجه إن هم أرادوا ذلك. أما أن يُترك هذا الخلل دون الوقوف عليه ومعالجته فسيؤدي إلى ما هو أدهى وأمرّ..!
على عَـجَـل
- قبل سنوات عدة هاجموا المعلق الرائع الزميل محمد البكر؛ لأنه أثنى كثيراً على الهلال أثناء إحدى مبارياته الخارجية وهو يلعب باسم الوطن، والآن يصمتون عن معلقي الأندية الذين لا يخفون ميولهم أثناء التعليق على المنافسات المحلية.. حتى القيم أصبحت تتلون وتتشكل..!
- لا أدري ما علاقة عدم استلام الحكام لبعض حقوقهم وتأخرها بالأخطاء الكوارثية التي يرتكبونها، خاصة أن أغلبها تصب لمصلحة نادٍ واحد؟.. هل علينا أن نقبل بما يجري، وأن الحكام معذورون مهما فعلوا تحت ذريعة هذا السبب غير الوجيه؟.. أصحاب هذا الرأي أو هذا التوجُّه ينقسمون لفئتين: الأولى هم من المنتمين للنادي الذي أشرت إليه، والفئة الأخرى مجاملون لهم..!
- شهادة الأمير الوليد بن طلال ومن قبله الأمير محمد العبدالله الفيصل - رحمه الله - ورأيهما بوصفهما خبيرين رياضيين بحق سامي الجابر وبأفضليته وتميزه عن غيره تغنيه عن أية آراء أخرى..!
- وسقطت المهنية المزعومة شر سقطة في براثن العنصرية والتعصب، وسقطت معها المثالية التي كانت مزيفة ومغلفة بألوان برّاقة خادعة..!
- أكثر الأندية تعرضاً للإساءات هذا الموسم هو نادي الهلال، وكذلك منسوبوه.. ما الذي جعل الهلال ضعيفاً إلى هذه الدرجة..؟!
- زوَّروا عدد البطولات وشوَّهوا الحقائق.. كل سنة يزيدون رصيد ناديهم بطولتين أو ثلاث بطولات، واتحاد القدم في سبات عميق.. يُفترض تسميتها بطولات الورق..!
- أتمنى التوفيق للمدرب الوطني الخلوق عمر باخشوين في مهمته الجديدة مع فريق القادسية.
- ماذا فعل كارينيو مع المهاجم الهداف محمد السهلاوي ليعود هذا الموسم متألقاً من جديد..؟!
- كل المؤشرات تقول إن المدافع سلطان الدعيع سيكون أفضل نجم واعد للموسم الحالي.
- أعاد فريق العروبة اكتشاف الحارس المخضرم عبده بسيسي من جديد، ففي كل مباراة يتألق أكثر فأكثر.
- تلقيت اتصالاً من الأمين العام للجنة الكشف عن المنشطات الأستاذ عبدالعزيز المسعد بعد مقال الأسبوع الماضي، أوضح لي فيه أن الصورة التي أشرتُ إليها في إحدى فقرات المقال، والتي تم تناقلها على أنها تخص أحد منسوبي اللجنة محتفلاً مع فريق النصر بكأس ولي العهد، لا تخص أحداً من أعضاء اللجنة.
وإنني إذ أشكره على توضيحه لأعتذر له وللجنة وللقراء الكرام عن هذا اللبس مقدراً له لطفه الجم.
- إلى نائب رئيس نادي الخليج الأخ نزيه النصر: لا نختلف معك في أن للتحكيم هذا الموسم كوارثه ومصائبه.. ولكن، بالرغم من ذلك نظل إخوة، يجمعنا تراب الوطن تحت راية التوحيد..!