(افرحي يالمجمعة واهتفي.. ارفعي الرايات زرقاء ورددي)
الفيحاء يعود.. الفيحاء يعانق الإنجاز.. الفيحاء إلى ركاء..
الصعود حدث ليس بالغريب، لكنه الحدث الذي تأخر عن موعده طويلاً..
حدث انتظرته الجماهير الفيحاوية بفارغ الصبر لتنفض غبار السنوات.. وتقول للجميع الفيحاء موجود..
فرح الفيحاء فانتشت المجمعة، والمجمعة حين تنتشي لا بد أن يكون الفيحاء في قمته، وهو ما جسده الفريق البرتقالي يوم السبت الماضي بإعلان صعوده لدوري ركاء قبل ختام الدوري بجولتين.
ما أجمل الفرح عندما تكون بين الفرحين.. فالفيحاء عشق شربناه، والمجمعة جسد لبسناه، فلن نبخل على هذا العشق، ولن نخذل هذا الجسد، فكل قطرة عرق من أجل هذه المدينة وناديها الشامخ هي من حقهم علينا، فبين أرجاء هذا العشق تعلمنا الإخلاص والمحبة والتضحية، ولبسنا الجسد لنحافظ عليه، ولنحارب من أجله..
كبيراً وُلد، وسيبقى كبيراً هذا النادي برجالاته المخلصين صغيراً وكبيراً، فمن حضر في الاحتفال الفيحاوي يدرك أن الفيحاء قد أعاد الحياة مجدداً لهذه المدينة الحالمة، عاد الفيحاء اسماً ورسماً، وعاد لينشر الفرح، وينزع ثوب الحزن.
الفيحاء يعود لموقعه الطبيعي (مؤقتاً)، هو حال لسان كل من حضر لاحتفال استقبال الأبطال في مقر النادي، وهو الاحتفال الذي ظهرت من خلاله اللحمة الفيحاوية صغاراً وكباراً..
سنوات طويلة ظل خلالها الفيحاء بعيداً عن أجواء الفرح.. الفرح الذي لاحت بوادره منذ بداية الموسم بتكاتف الجميع.. إدارة وشرفيين وجماهير ولاعبين وجهازين فني وإداري.. ليثمر عن قطف أولى الثمار..
الفرقاطة الفيحاوية بدأت منذ وقت مبكر، ومن شواطئ الدوحة.. أعلنت من خلالها قدومها لتشق طريقها في بحار المنافسة..
سارت الفرقاطة البرتقالية وسط الأمواج، وشقت الطريق نحو مرسى الصعود الذي تحقق بفضل قيادة حكيمة من قبطانها الماهر الأستاذ سعود الشلهوب، ومعه رجال الصعود وأبطال المرحلة.. جهاز فني وجهاز إداري ولاعبون، وسط مراقبة شرفيي النادي الذين لم يبخلوا على الفرقاطة.. فدعموا ووقفوا وتجلوا في المواقف؛ ليكون الختام جميلاً بجمال الفرقاطة التي رست على الشواطئ محملة بالإنجاز..
أنا على يقين بأن مرحلة الصعود ستكون أولى الخطوات التي ترسمها الإدارة الفيحاوية، ففي الوقت متسع لأن يكون الفيحاء بين الكبار قريباً، وهو المكان الذي لا بد أن يكون فيه، ولكن شريطة وقوف أعضاء الشرف قلباً وقالباً مع النادي، فقد تاهت الفرقاطة في أوقات ماضية في بحار بعيدة، وتخلى عنها أقرب الناس إليها، لتجد الطريق مجدداً بعودة رجالاتها، وتعود للموقع الطبيعي قبل أن تبحر لما هو أبعد وأرقى..
همسة لرجالات الفيحاء: الفيحاء ناديكم، وأنتم أهل له، فلا تقفوا عن دعمه، فالصعود تحقق بفضل الله ثم بفضلكم، ولكن كل الأماني بألا يقف الطموح عند هذا الحد، فلا يزال الطموح كبيراً لدى أبناء الفيحاء، ولا يزال الأمل فيكم أكبر لبذل المزيد، فالمرحلة القادمة أصعب، ومتى تكاتفتم فحتماً سيكون الفيحاء بخير وفي أفضل حال، ولكن متى ما تقاعستم فثقوا بأن سقوطه سيكون مريعاً.
- الحرف الأخير: نبضي المجمعة وعشقي الفيحاء، ولا لوم على العاشق إن أفرط في العشق.